"نوستالجيا": حوار الفن والمجتمع بين جيلين

05 فبراير 2021
(منحوتة لمحمد العلاوي، من المعرض)
+ الخط -

بدافع الحنين إلى مرحلة الثمانينيات، يستعيد "غاليري ديمي" في القاهرة أعمال أربعة فنانين مصريين ينتمون إلى جيلين مختلفين في ذاك العقد، في معرض يحمل عنوان "نوستالجيا" افتتح في الثالث والعشرين من الشهر الماضي، ويتواصل حتى الثالث عشر من شباط/ فبراير الجاري.

تتصدر المعرض أعمال الفنان رضا عبد السلام (1947) الذي تتنوّع تجربته بين الرسم والتصوير والنحت، وفي جميع مراحلها يتناول بأسلوبه التعبيري التلقائي شخصيات وأحداثاً من الواقع المصري، تجسيداً لإيمانه بأن الفن يجب أن يرتبط بالشعب.

مقولة كرّسها الفنان الحائز على درجة الدكتوراه في فلسفة الفن منذ رسوماته الأولى لمدينة السويس؛ مسقط رأسه، والتي تحتشد بالمراكب والبحارة وطقوس الصيد، كما يقدّم العديد من أصحاب المهن التي لا تزال موجودة في الأحياء القديمة للمدن المصرية مثل بائع "الفريسكا" (حلويات مصرية ذات أصول تركية)، أو حاملي الطبلية (المنصة النقالة التي يعرض عليها الباعة بضائعهم).

الصورة
(منحوتة لعبد المنعم الحيوان، من المعرض)
(منحوتة لعبد المنعم الحيوان، من المعرض)

يرصد عبد السلام بلوحات نفّذها بألوان الزيت والألوان المائية والكولاج التحوّلات الاجتماعية والسياسية التي عاشها المجتمع المصري خلال أكثر من أربعة عقود، ويعكس في بعضها الآخر تعبيرات نفسية لشخصيات تناولها بمعزل عن محيطها.

يضمّ المعرض منحوتات للفنان عبد المنعم الحيوان (1942)، والتي ينتقي أغلب موضوعاتها من الريف المصري، حيث يظهر قط وهو يسير قوق سطح أحد المنازل في منطقة النوبة، أو أطفال يمشون إلى مدرستهم، أو أم تقوم بأشغالها اليومية في بيتها، وهو يستخدم خامات متعددة مثل الخشب والبرونز في تجسيدها.

الصورة
(لوحة لرضا عبد السلام، من المعرض)
(لوحة لرضا عبد السلام، من المعرض)

أما الفنان محمد العلاوي (1947) الحاصل على درجة الدكتوراه في فلسفة علوم الفن، فيسعى من خلال أسلوبه التعبيري الرمزي إلى محاكاة الفن المصري القديم، عبر التركيز في نحت الشخصيات التي قدّمها على علاقتها بالطبيعة وصراعها معها، وتصوير مأساتها الإنسانية كذلك، وتعبّر أعماله عن رؤية كلاسيكية لا تفصل الفن عن المجتمع، وترى بضرورة "التزام" الفنان بقضاياه.

الصورة
(منحوتة لمحمد عرابي، من المعرض)
(منحوتة لمحمد عرابي، من المعرض)

يجتمع الفنان محمد عرابي (1961) مع شركائه الثلاثة في ممارسته التدريس الجامعي في تخصّصه الرسم، لكنه ينتمي إلى جيل ثانٍ حيث أن مرحلة الثمانينات شكّلت بداياته وليس نضجه كما في التجارب السابقة، وفي أعماله يستحضر الطقوس والعادات في جنوب الصعيد المصري، ممتزجة بأسلوب رمزي كما في لوحة تصوّر امرأة بزيّها التقليدي وهي تحتضن سمكة بين يديها، والتي كانت ترمز للحياة في الحضارة المصرية القديمة، وهي ثيمة تتكرّر بمشاهد مختلفة في لوحات أخرى.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون