منذ أمس، انطلق معرض "مينارت" في فرنسا، وهو تظاهرة تهدف إلى تقديم مشهد الفنون البصرية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط (والتي باتت معروفة في التسميات البحثية بـ مينا). وإلى جانب حضور فنانين وغاليريهات من بلدان عربية متعددة هي: المغرب وتونس والجزائر ومصر وسورية ولبنان وفلسطين والأردن والعراق وإيران والسعوديّة وقطر والإمارات واليمن، كما نجد "إسرائيل"!
وجود كيان الاحتلال ضمن ضيوف التظاهرة التي تستمر حتى 30 من الشهر الجاري، أطلق موجة من الاستنكار، ومن ثم جرى الانتقال سريعاً إلى الضغط على المشرفين على "مينارت" من أجل إلغاء المشاركة الإسرائيلية.
تجلّى ذلك في بيان أصدرته اليوم "الحملة الفلسطينيّة للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل"، ومما جاء فيه: "إن أي معرض أو محفل مهما كان، يستهدف فنانين/ات أو أكاديميين/ات أو شباب من المنطقة، يجب أن يكون حساساً للسياق السياسيّ لهؤلاء. وعليه، فإن إقحام نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصريّ الإسرائيليّ بينهم لا يمكن اعتباره إلا محاولة لفرض تطبيع هذا النظام الاستعماري والعنصري علينا وبالتالي تلميع جرائمه".
ويضيف البيان: "وكما كانت تُمنع جنوب أفريقيا من المشاركة في المحافل الدولية والأفريقية في فترة حكم نظام الأبارتهايد، يجب أن يكون هذا هو الحال في التعامل مع العدوّ الإسرائيليّ".
وقد طالبت "الحملة الفلسطينيّة للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل" كافة المشاركين/ات العرب بالانسحاب فوراً من أنشطة المعرض في حال رفض المنظمين لإلغاء المشاركة الإسرائيلية.
بيان آخر صدر عن "حملة مقاطعة 'إسرائيل' في لبنان" وقد حمل عنوان: "اسحبوا إسرائيل من مينارت... أو انسحبوا!". يقول البيان: "إنّ حملة مقاطعة داعمي "إسرائيل" في لبنان تدعو جميعَ الغاليريهات، والفنّانين والفنّانات اللبنانيين والعرب والإيرانيّين، وأنصارَ فلسطين والعدالة في العالم، إلى الضغط على إدارة المعرض لسحب "إسرائيل" منه. فهذا الكيان المجرم ليس، ولن يكون "طبيعيًّا" ولا جزءًا من نسيج هذه المنطقة. و"فنُّه" لا يمكن، ولا يجوز، أن يبيّضَ صفحتَه الإجراميّة والتهجيريّة والعنصريّة".
يضيف البيان: "أمّا إذا لم توافقْ إدارةُ المعرض على سحب "إسرائيل"، فإنّنا ندعو كلَّ الفنّانين والغاليريهات المشاركة إلى الانسحاب الفوريّ منه. هذا وقد باشرت "الحملة" الاتصالَ بحلفائها في حملات المقاطعة في العالم لحثّها على ممارسة ضغطٍ مماثل". ويختتم البيان بالعبارة التالية: "الفنّ لا يمكن، ولا يُفترض، أن يَغسلَ الدم!".
مع هذه البيانات، هناك ردود فعل منتظرة من الغاليريهات والفنانين العرب الذين تفاجأ بعضهم من إقحام "إسرائيل" وعبّروا عن رفضهم لهذه المشاركة.