"معرض الجزائر للكتاب": نقاش حول الذاكرات الفردية وكتابة التاريخ

26 مارس 2022
(من الندوة)
+ الخط -

ما أهمية الذاكرات الفردية في كتابة التاريخ؛ تاريخ الثورة الجزائرية تحديداً؟ كان هذا السؤالُ محورَ ندوةٍ أُقيمت، أمس الجمعة، ضمن فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من "معرض الجزائر الدولي للكتاب" التي تستمرُّ حتّى الأوّل من نيسان/ إبريل المقبل. حملت الندوة عنوان "النشر، التاريخ وكتاب الذاكرة"، وشارك فيها كلٌّ من الباحثَين في التاريخ دحّو جربال وفؤاد سوفي، والناشرِين سلمى هلال وياسين حناشي وعبد الله شقنان.

في مداخلته، تحدّث الأكاديمي والباحث، دحّو جربال، عن أهمية الشهادات الفردية بوصفها مادّةً لكتابة التاريخ، مُعتبراً أنّ وظيفة المؤرّخ هي تحويل الشهادات الشفوية إلى وثيقة تاريخية وأكاديمية؛ حيث تُمثِّل الذاكراتُ الفردية أحدَ مصادر التاريخ.

صدر لجربال، الذي يُدير، أيضاً مجلّة "نقد" المتخصّصة في النقد الاجتماعي، عددٌ من الكتب حول تاريخ الثورة الجزائرية؛ آخرها كتاب "لخضر بن طوبال: مذكّرات من الداخل" (منشورات الشهاب، 2021)، الذي حاور فيه العسكريَّ والسياسي الجزائري الراحل (1923 - 2010) وأضاء على سيرته. وفي هذا السياق، اعتبر أنّ من الأهمية بمكان أن يكون المؤرّخ قريباً من الأحداث التاريخية والفاعلين فيها، مضيفاً أنَّ ما دفعه لتأليف عمله الأخير هو بحثه عن أجوبة لتساؤلات حول الثورة التحريرية ومنعرجاتها.

لا ينبغي أن تُنسينا أهميةُ المذكّرات بأنَّ كتابة التاريخ لا تقتصر عليها

بدوره، وافق المؤرخ فؤاد صوفي، في مداخلته، على أنَّ الشهادات الشفوية والموثّقَة لمناضلي الثورة التحريرية تشكّل مادّة هامّة لكتابة التاريخ الذي ينبغي أن يتحرّر، وفق قوله، من الأرشيف الاستعماري. لكنّه لفت إلى ملاحظتَين؛ أولاهُما عدم اختزال الكتابة التاريخية في حرب التحرير الوطني، والثانية هي أنَّ أهمية كتابة المذكّرات التاريخية يجب ألّا تُنسينا بأنَّ كتابة التاريخ لا تقتصر على المذكّرات، بل تتعداه إلى مجالات أُخرى، مضيفاً: "تُسهم المذكّرات في التوثيق للتاريخ وكتابته وفهم الماضي وأحداثه، ولكنَّ هذا غير كاف".

من جهته، استعرضَ عبد الله شقنان، الذي يُلقَّب بـ"عميد الناشرين الجزائريّين"، تجرُبةَ "منشورات دحلب" في نشر الكتب التاريخية حول الثورة الجزائرية، من بينها كتب حول المناضل والدبلوماسي الجزائري سعد دحلب (1918 - 2000) الذي تحمل الدارُ اسمه، مُشيراً إلى أنّ الأخيرَ كان مهتمّاً بالكتابة والتاريخ، وهو الذي نشر أوّل مقالاته عام 1936.

وتطرّقت الناشرة سلمى هلال، في مداخلتها، إلى تجربُة "منشورات البرزخ" في نشر الكتب التاريخية، قائلة إنّ الإصدارات التاريخية تُمثّل جزءاً أساسياً من اهتمامات الدار، إلى جانب الإصدارات الأدبية من رواية وشعر.

كما تحدّث الناشر ياسين حنّاشي عن تجربة "دار ميديا بلوس" في نشر الكتب التاريخية، والتي بدأت بنشرها كتاب المناضل والرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف "أين تذهب الجزائر؟" عام 2011، مُشيراً، في كلمته، إلى أنّ المؤلّفات الخاصّة بالذاكرة تشهد تراجُعاً في المبيعات، مُفسّراً ذلك بأنّ "الشباب لا يولون اهتماماً كبيراً بالكتب التي تتناول تاريخ الجزائر".

المساهمون