"مسرح ثربانتيس" في طنجة: مشاريع ترميم لا تبدأ

10 يوليو 2022
"مسرح ثربانتيس" في طنجة، 2019 (تصوير: نيكولا فيجيه)
+ الخط -

في شباط/ فبراير 2019، وافَق مجلس الوزراء الإسباني على قرار يقضي بنقل ملكية "مسرح ثربانتيس" في مدينة طنجة إلى المغرب بصورة نهائية، ليَختَتم القرارُ ثلاث سنوات من المفاوضات المتقطّعة بين الجانبَين، وثلاثة عقود من مطالبة المغاربة ببسط سيادتهم على المعلم التاريخي الذي ظلّ ملكيةً إسبانية، رغم انتهاء "الحماية" عام 1956.

اشترطت إسبانيا، في مقابِل "تنازُلها" عن المسرح، أن يتكفّل المغرب بترميمه وتجهيزه وتحويله إلى مركز ثقافي متعدّد النشاطات. وبالفعل، بوشرت أشغالٌ لترميم المبنى بإشراف من شركة خاصّة، لكنَّ العملية لم تلبث أن توقّفت لأسباب وُصفت بالتقنية، بعد انهيار أجزاء من قاعته الرئيسية.

وفي تشرين الأوّل/ أكتوبر الماضي، تحدّثت وسائل إعلام محلّية عن شروع "وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال" في ترميم البناية وتهيئتها، بالشراكة مع وزارة الثقافة والمجلس المحلّي في طنجة، بموازنة بلغت ستّين مليون درهم مغربي، تشمل ترميم القاعة الكبرى وتجهيزها بمقاعد موزَّعة بين طابقين لتستوعب أكثر من خمسمئة متفرّج، وتهيئة محيط المبنى، مُشيرةً إلى أنّ نهاية الأشغال حُدّدت بصيف 2022.

حُدّد انتهاءُ أشغال ترميم المبنى بأجل أقصاه ثمانية عشر شهراً

حلّ الصيف ولم يحدث شيءٌ من ذلك. وقبل أيّام قليلة، أعلَنت الوكالة بدءَها استقبال عروض لترميم وإعادة تأهيل المسرح، مُشيرةً إلى أنّ المرحلة الأُولى من العملية ستشمل ترميم المبنى وفق حالته الأصلية، والقيام بأشغال لمنع التسرُّبات ودعم الأسقف والهيكل البنيوي، إضافةً إلى أشغال التلبيس والنجارة والتهيئة الخارجية، موضّحةً - في بيان لها - أنّ الكلفة التقديرية للعملية تبلغ قرابة ستّة وعشرين مليون درهم مغربي، على أن تُنجَز في أجل أقصاه ثمانية عشر شهراً؛ وهو ما يُشير إلى أنّ ترميم "مسرح ثربانتيس" برمّته لا يزال مجرَّد مشروعٍ لا يُعلَم متى ينتهي ولا حتّى متى يُشرع في تنفيذه، ويعني ذلك، في المحصّلة، أنّ افتتاح المسرح مجدَّداً قد لن يجري في وقت قريب.

يُذكَر أنّ المبنى، الذي يُعرف أيضاً باسم "المسرح الكبير"، شُيّد بمبادرة من إسبانيَّين ينحدران من مدينة قادس؛ هما إسبرانثا أوريانا وزوجها مانويل بينيا، بين عامَي 1911 و1913؛ أي خلال الفترة التي كانت فيها مدينة طنجة، ودون سائر منطقة شمال المغرب، تخضع لـ "الحكم الدولي"، وهو يمتدّ على مساحة 1200 متر مربّع تشمل قاعةً للمتفرّجين، وأُخرى خاصّة بالممثّلين، إضافةً إلى صفَّين من القاعات الشرفية الجانبية، ليكون بذلك واحداً من أقدم وأكبر المسارح في أفريقيا.

وصُمِّم المبنى من قبل المعماري الإسباني دييغو خيمينث أرمسترونغ، وأَنجز فيديريكو ريبيرا بوساطو رسومات قبّته، بينما أنجز النحّات كانديدو ماطا كانياماكي المنحوتات التي تُزيّن واجهته الخارجية. وقد جُلبت كلّ المواد التي بُني بها من إسبانيا، وزُيِّن بعشرة آلاف مصباح ليكون مشابهاً لـ "المسرح الملكي" في مدريد.

المساهمون