"مجلّة الدوحة" 173: إضاءة الراهن وتذكُّر روبرت فالزر

11 مارس 2022
الكاتب السويسري روبرت فالزر، الذي يقترح عدد "الدوحة" ملفّاً حوله
+ الخط -

تَفتتح "مجلّة الدوحة" عددها الجديد (173)، الخاصّ بشهر آذار/ مارس الجاري، بجُملة من الحوارات والتقارير التي تسعى إلى إضاءة راهن عالمنا في خلال مناقشة عدّة قضايا تشغل الفكر والرأي العام حول العالَم، مثل جائحة كورونا، ومسائل البيئة، والتغيُّر المناخي، إضافة إلى التغيُّرات التي تعرفها علاقة المجتمعات المعاصرة بالعمل.

ففي حين يُقارن الشاعر التونسي آدم فتحي، في مقالته "المتحوّر المسكوت عنه"، بين تطوّرات فيروس كورونا المتعاقبة وبين متحوّرٍ آخَر هو الإنسان، في تاريخه وتمرحله، تسعى المفكّرة الفرنسية كورين بيلوشون، في حوار ترجمه للمجلّة فيصل أبو الطُّفيل، إلى إعادة التفكير في فلسفات عصر النهضة، على ضوء الانتقادات التي تُوَجَّه إليها في الآونة الأخيرة من قِبَل منظّري ما بعد الاستعمار، والتيّارات النسوية، ودُعاة حماية البيئة.

من جهتها، تجيب كاثرين هايهو، كبيرة الباحثين في منظّمة "الحفاظ على الطبيعة"، على أسئلة حول راهن التغيُّر المناخي، وسُبل التغيير التي ترى أنها ترتبط بالناس وطريقة فهمهم للأزمة البيئية أكثر من ارتباطها بما يمكن للعلم القيام به. وإلى جانب هذا الحوار، الذي ترجمتْه مروى بن مسعود، تنشر المجلّة مقالةً لجمال الموساوي يعلّق فيها على موجة الاستقالات من العمل في الولايات المتّحدة، حيث غادر أكثر من أربعة ملايين شخص وظائفهم خلال أسابيع قليلة في نهاية 2021، متوقّعاً أن تمتدّ الموجة إلى باقي دول العالم.

الدوحة

ويأتي ليُكمّل هذه المناقشات لقضايا ساخنة، حوارٌ مع الأنثروبولوجي الفرنسي البارز فيليب ديسكولا (ترجمة عزيز الصاميدي)، الذي تشكّل اشتغالاته حول الطبيعة والرؤى الثقافية المختلفة حولها، واحداً من المراجع المعاصرة الأساسية لدى الناشطين في قضايا البيئة والاختلاف الثقافي؛ في حين يرى شوقي بن حسن، في مقال حول التلقّي العربي لإدوارد سعيد، أن اللعبة الاستشراقية ما تزال مستمرّة لأنّ الوعي بها لم يتحوّل إلى "معرفة فاعلة" عربياً، وهو ما يدعوه إلى القول "كأنّنا لم نُترجم إدوارد سعيد".

ويخصّص العدد ملفّه (أنجزه عثمان بن شقرون) لتقديم الكاتب السويسري روبرت فالزر (1878 ــ 1956) وترجمة عددٍ من نصوص كتابه النثري "مقالات فريتز كوشير"، الذي يعطي فكرةً عن مؤلّف يعرف، في السنوات الأخيرة، عودةً إلى الأضواء، أوروبياً وعربياً، بعد سنوات طويلة من النسيان. 

كما يشمل العدد مجموعة من المقالات حول الكتابة، والمكتبة، والرواية، والنقد، والترجمة، أو حول صورة العربيّ في الخطاب الغربي، إضافة إلى استعادةٍ للنحّاتة الأردنية، الراحلة مؤخّراً، منى السعودي (1945 - 2022). أمّا في الحوارات، فيمكن قراءة ترجمة يحيى بوافي لحوار مع الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس حول تجربته وحول نظرته إلى الفلسفة اليوم، إضافة إلى ترجمة محمد الفحايم لحوار مع الروائي الإسباني أرتورو بيريث ريفيرتي يتحدّث فيه عن مسيرته وعن علاقته بالكتابة.

المساهمون