بفكرة بسيطة مفادها إتاحة المقتنيات المتحفية للزوار في وقت غير اعتيادي، بدأت في 2005 تظاهرة "ليلة المتاحف الأوروبية" في مدن فرنسا حيث تظل هذه المنشآت الثقافية مفتوحة إلى ساعة متأخّرة من الليل. مساء اليوم السبت تقام دورة جديدة من تظاهرة "ليلة المتاحف الأوروبية" ليس في فرنسا وحدها بل في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى.
لعلّ نجاحات فيلم كوميدي أميركي حمل عنوان "ليلة في المتحف" (2006) ساهم بشكل حاسم في تحويل التظاهرة إلى حدث جماهيري يلامس أجيالاً متعددة، وفي الحقيقة فإن بلوغ "ليلة المتاحف" عامها السادس عشر يعدّ حدثاً إيجابياً للغاية حيث أن الكثير من التظاهرات الأخرى التي حاولت تقريب الجمهور من الثقافة المتحفية سرعان ما أغلق قوسها بعد بضع دورات.
ما يُحسب لـ"ليلة المتاحف" هي أنها لا تقوم على برنامج تفرضه الهياكل الرسمية بل على مبادرات حرة من المشرفين على المتاحف في مختلف المدن الفرنسية، وهؤلاء هم من يضعون برنامجهم الخاص وفق انتظارات يقدّرونها بأنفسهم.
الفعالية التي تمثل القاسم المشترك بين البرامج جميعها هي إتاحة مقتنيات كل متحف للعرض المجاني بين الثامنة مساءاً من يوم السبت إلى حدود منتصف الليل، وهذا العام ستكون المعروضات متاحة أيضاً عبر شبكات التواصل عبر جولات افتراضية منظّمة يشرف عليها متخصصون، علماً أن دورة العام الماضي دارت عبر الافتراضي بالكامل.
انتظام التظاهرة والالتفاف الجماهيري حولها يشير إلى إرساء تقاليد تربط الحياة اليومية للمجتمعات بالمتحف الذي طالما بدا كمكان مهجور ومخيف ومتعال، لكنه بات بمثل هذه التظاهرة أكثر شعبية. مثل هذه الجهود ينبغي أن نجد مثيلها في العالم العربي حيث لا يبدو أن هناك شرائح واسعة تهتم بالمتاحف حتى من باب الزيارة، وقد جرى إطلاق تظاهرات مثل "ليلة المتاحف" للربط بين هذا الجمهور وما في ردهات المتاحف.