تداخلت مآلات الحرب في سوريّة، والواقع الأليم الذي فرضته سياسات التهجير والمذابح طيلة إحدى عشرة سنة مرّت، مع التّبِعات الراهنة للحرب الروسيّة على أوكرانيا، وباتَ الاهتمام بالخبر السوري أقلّ، مع أنّ شيئاً كبيراً لم يتغيّر.
من هُنا يهدف معرض "سوريّة ضد النسيان" الذي يحتضنه "متحف ثقافات الشعوب" بمدينة كولونيا الألمانية إلى التدليل على قيمة الفنون السوريّة في فترة ما قبل الحرب، وتغيير الصورة التي ارتبطت بالدمار من خلال هذا النشاط الثقافي حول التراث الحضاري العريق للبلد.
افتُتح المعرض في التاسع من الشهر الجاري ويستمرّ حتّى الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل، وتتنوّع المعروضات فيه، حيث نقع على صور فوتوغرافية تمثّل أنماطاً مختلفة للعيش تسود أنحاء ومُدنَ سوريّة، ولوحات، وحروفيات خطّ عربي تشكّل امتداداً جمالياً لفنون الحضارة العربية الإسلامية.
إلى جانب ما سبق ينفتح المعرض على إشكالية تتمثّل في عرض قرابة 150 قطعة من اللّقى الأثرية السورية الموجودة في أوروبا، وهنا يطرح المنظّمون سؤالاً كبيراً على مدى شرعية وصول تلك القِطَع إلى المتاحف الأجنبية، فهي تُعرَض للمرة الأولى في مكان واحد وللعموم بعد أن جُمِعت من متاحف جامعية مختلفة مثل "جامعة فرانكفورت" و"جامعة فورتسبورغ" بالإضافة إلى قطعٍ جيءَ بها من جامِعي الآثار والتُّحَف الخاصة.
وتعود بعض اللّقى الأثرية إلى مناطق سورية اشتُهِرَت بعراقتها الحضارية مثل: موقع تل حلف في مدينة الحسكة، ومنطقة ماري في مدينة دير الزور، ومدينة تدمر. كما يُغطّي المعرض فترات تاريخية لاحقة مثل الفترة المملوكية ومن بعدها العثمانية.
ويضمّ المعرض مشاركات لمصوّرين سوريين وأجانب منهم: رودي تحلو وبراء الحلبي ومحمد الرومي، وميكومي يوشيتاكي، ولوتس يكيل، وإخلاص عباس، وآخرين. كما يضمّ أعمالاً لتشكيليين مثل: بطرس المعري، وأبو صبحي التيناوي، وخولة عبد الله. أمّا الخط العربي فالمساهمات فيه من توقيع الفنّانين صالح الهجر وإبراهيم السعيد.