"حيفا للكتاب": عن السياسة والأدب الفلسطيني

ضمن فعاليات الدورة الرابعة لـ "معرض حيفا للكتاب" الذي تنظّمه "جمعية الثقافة العربية"، عُقدت يوم الخميس الماضي ندوةٌ حول كتابَي: "القاموس التاريخي لفلسطين"، و"رؤيتنا للتحرير" بمشاركة المؤرخين إيلان بابيه وجوني منصور.

عمَلُ بابيه الأوّل هو عبارة عن معجم يعرّف بفلسطين التاريخية في العصر الحديث، وبشكلٍ خاص في القرنين الماضيين التاسع عشر والعشرين، كما يغطّي مختلف الوحدات والكيانات الجيو- سياسية التي أُنشئت عبر التاريخ في فلسطين. في حين يضمّ الكتاب الثاني "رؤيتنا للتحرير" مقالات لباحِثين وناشطين فلسطينيِّين وعرب وأجانب حول النضال الفلسطيني، ويشمل 39 مقالاً يجمعهم موضوع واحد هو حقّ العودة.

قدّم منصور مداخلة عن أهمية إصدار المعجم باللغة الإنكليزية، وذلك "للتحرّر قليلاً من مخاطبة أنفسنا". عدا عن أنّ القواميس والمعاجم المكتوبة بالإنكليزية، تتعامل باستخفاف مع القضية والتاريخ الفلسطينيين. كذلك بيّن منصور أنّه لا يوجد شيء اسمه "موضوعية" عندما ينخرط الباحث في كتابة النصوص التاريخية المتعلّقة بفلسطين.

وفي مساء الجمعة، وقّع الكاتب خالد عيسى كتابه "الصعود إلى الناصرة" بـ"مقهى تشرين". ويشمل العمل نصوصاً كتبها عيسى (1954) ونشرها عبر صفحته على فيسبوك، منذ عودته من زيارة فلسطين للمرّة الأولى عام 2016، إلى حيثُ يعيش في السويد منذ 30 عاماً. 

يخاطب عيسى عبر كتاباته فلسطينيي الداخل بأسلوب رافض للواقع الذي يعيشه في منفاه، مُصرّاً على حقّ العودة. وعن معنى زيارته لفلسطين قال: "زيارة فلسطين تعني أن أزور الحياة التي لم أعشها".

اختُتمت التظاهرة أوّل أمس، واعتبر رئيس "جمعية الثقافة العربية" الكاتب أنطوان شلحت أنّ غاية المعرض تتمثّل في إبراز نتاجات الثقافة العربية؛ ولمّا كان جمهورُ القرّاء ينتظر مثل هكذا مبادرات فإنّ الجمعية قدّمت مادّة ثريّة في هذا الصدد. 

وهذا ما أكّده مصطفى ريناوي مدير الجمعية الذي أشار إلى احتواء المعرض على أكثر من خمسة آلاف كتاب غطّت مواضيع من الأدب والترجمات، إلى جانب الحضور اللافت للاشتغالات الموجّهة للأطفال والعائلات. كذلك شكّل حضور المدارس العربية الفلسطينية من الداخل عاملاً بارزاً في إنجاح هذه الدورة. 

الندوة الأخيرة في المعرض حملت عنوان "سياسة الأدب: عن الذّاكرة والسّرد وبناء الذّات"، وفيها تمّت الإضاءة على أبرز جوانب العلاقة بين السياسة والأدب ما بعد الربيع العربي، وتقديمٍ قرائِيٍّ لبعض التجارب الأدبية التي ساهمت من خلال الذاكرة والسرد ببناء الذات، لا سيما في كينونة الأدب الفلسطيني، شارك فيها الكاتب أنطوان شلحت، والباحثة عايدة فحماوي وتد، وحاورهما الصحافي طارق طه.

موقف

التحديثات الحية

لم يسعفني الكذب