في النماذج الشعرية التي وصلت إلينا زمن الحروب الصليبية، شكّلت مدينة القدس موضع اهتمام الشعراء العرب والمسلمين الذين رأى بعضهم أن تحريرها عنوان للتخلّص من الغزاة، ثم كُتبت العديد من القصائد التي تمجّد بطولات القائد صلاح الدين الأيوبي بعد استعادتها.
تضيء الأوراق المشاركة في مؤتمر "القدس في الشعر العربي الحديث" الذي انطلقت أعماله صباح أمس الثلاثاء في "جامعة الزيتوتة بعمّان وتتواصل حتى مساء اليوم، على المدونة الشعرية العربية من أجل ربط حديثها بالقديم، بمشاركة عدد من الباحثين والنقّاد من بلدان عربية عدّة.
يهدف المؤتمر إلى التعريف بمكانة القدس، والرد على سرديات إسرائيلية تسعى لنفي الوجود الفلسطيني في القدس، وتعمل على اختلاق الأكاذيب لتحقيق غاياتها المغرضة، ويسعى أيضاً إلى إبراز الجهود والتضحيات التي حملها أبطال مقدسيون دفاعاً عن القدس، والربط بين ماضي القدس وحاضرها، وتسليط الضوء على المعالجة الفنية التي وظّفت المادة التاريخية بما يصبّ في الرسالة التي يحملها الشعر، وخاصة تلك المتعلقة بجماليات المكان المقدسيّ.
"السردية الشعرية المقدسية بين الاحتلال الصليبي والاحتلال الصهيوني" عنوان الورقة التي قدّمها نبيل بدر سليمان في الجلسة الأولى التي أقيمت أمس. كذلك تناول كلّ من عمر الفجاوي وعبد الحميد المعيني القدس في الشعر القديم، وتوقف شفيق الرقب عند بيت المقدس في الشعر العربي زمن الحروب الصليبية، إلى جانب أوراق أخرى للباحثين فضل النمس وابتسام الصفار ومحمد عبد النبي أحمد.
من بين الأوراق التي تقدّم اليوم الأربعاء، ورقة بعنوان "صورة القدس في الشعر العربي المعاصر: دراسة في جماليات المكان" لشيرين العدوي، و"الأندلس والقدس: الصورة والصدى" لعبد الرزاق الحاج حسين، و"بنية الاتجاه الديني لقصيدة القدس في الشعر الحديث" لحسين فتحي العدوان، و"القدس في المعنى الشعري: المقاومة والأيديولوجيا وكسر التوقع" لإيمان عبد الهادي.
بالإضافة إلى أوراق "التجليات المكانية لمدينة القدس في الشعر العربي الحديث" لنسرين شرادقة، و"القدس في الخطاب الأدبي الغربي" للغالي بنهشوم، و"القدس في الشعر المغربي الحديث" لعبد العالي بو طيب، و"صورة القدس في ديوان ’تغريبة بني فلسطين‘ لوليد سيف" لعبد الله الخطيب.