"جائزة الرافدَين للكتاب الأوّل": أربعة أصوات جديدة من العراق والمغرب

18 اغسطس 2022
(طالب عبد العزيز وهو يتلو بيان الجائزة)
+ الخط -

أعلَنت "دار الرافدين للنشر والتوزيع"، قبل أيام، عن الفائزِين بـ"جائزة الرافدَين للكتاب الأوّل" في دورتها الثالثة، والتي تحمل اسم الشاعر اللبناني الراحل بسّام حجّار (1955 ــ 2009)؛ حيث عادت الجوائز، التي تُمنَح في فئات الرواية والقصّة القصيرة والشعر، إلى أربعة كتّاب مِن العراق والمغرب.

وفاز في فرع الرواية، مناصفةً، كلٌّ من العراقيَّين مروة الجبر عن روايتها "بغداد تودّعكم"، وعلي العرّار عن روايته "نساء القاع"، بينما حاز المغربي محمد العمراني الجائزة في فرع القصّة القصيرة، عن مجموعته "لسان بورخيس"، وعادت الجائزة، في فرع الشعر، إلى العراقي عبّاس حسين عن مجموعته "القبور ظروف والموتى رسائل".

وقالت لجنة التحكيم، في بيانها، إنّها اعتمدت "مبدأ احترام الخيارات الفنّية والفكرية للمشتركين، وإتاحة الفرص أمامهم، للتنافُس على أساس تفوُّق كلّ منهم في تمثيل تلك الخيارات وتحويلها إلى عمل أدبي يستحقّ الفوز"، مضيفةً أنّ "اللجان لم تكن رقيباً على خيارات المبدعين والمبدعات، بل حكَمٌ على قدرة الخيارات على الوفاء بوعودها".

روايتان تنتصران للمرأة في مجتمع مطبوع بالذكورة والعشائرية

وفي فرع الرواية، استقبلَت الجائزة 36 كتاباً، كانت "الحربُ والتهجير وما تعرّض له المجتمع العربي ثيمات بارزةً في عدّة أعمال روائية منها، بينما تفرّقت مضامين أعمال أُخرى باتجاهات متعدّدة".

ووصلَت إلى القائمة القصيرة في هذا الفرع خمسُ روايات؛ هي: "أجراس أجراس" لعلي سالم، و"كمب سارة" لعبد الله ناصر حسين، و"بغداد تودّعكم" لمروة الجبر، و"نساء القاع" لعلي العرار، وأربعتُهم من العراق، إلى جانب رواية "خبايا الذاكرة الحجرية" لجمال بربري من مصر، والتي استُبعدت بعد أنْ "تبيَّن للجنة أنّ صاحبها سبق له أن نشر كتباً".

جائزة الرافدين للكتاب الأول - القسم الثقافي

وذكرَ تقرير الجائزة، الذي تلاه رئيس لجنة التحكيم الشاعر العراقي طالب عبد العزيز، أنّ النصَّين الروائيَّين الفائزَين "وهُما يخترقان الواقع التأريخي والاجتماعي والسياسي الراهن، يُتيحان معاً إمكانيات متعدّدة لحضور صوت المرأة والانتصار للقيَم النسائية في مجتمع مطبوع بالذكورة والعشائرية والنزوع التقليداني".

وأشار البيان إلى أنّ روايةَ علي العرّار "تتميّز بكتابة ناضجة وعمل متماسك من حيث البناء والرؤية السردية ومكوّنات خطابه الروائية ومكاسب الرواية الكونية المعاصرة، ممّا ينمّ عن عُمق قراءته واطّلاعه على تجارب الكتابة والتخييل المعرفي والفلسفي، بما يُؤشّر إلى ميلاد كاتب جدير بالانتباه".

أمّا رواية مروة الجبر، فذكر البيان أنّها اعتمدت "نوعاً من الخطّية الحكائية في نص لم تكن له رهانات تجريبية، إنّما كان الرهان كاملاً في الجملة الشعرية وفي قسوة الموقف الحكائي"، مُضيفاً: "هناك عنف في الموقف العراقي حوّلته إلى عنف في الكاتبة، فبدت الحياةُ صعبة وشبه مستحيلة، وكان على بطلات الرواية أن يعشنها بحثاً عن خلاص ظلّ يتعذّر باستمرار".

قصائد حياتية بسيطة غير متكلّفة، فيها فطرة الشعر لا فذلكته

وفي فرع الشعر، استقبلت الجائزة اثنين وخمسين مخطوطاً "تباينت في مستوياتها وأشكالها وموضوعاتها، وكانت الغلبة فيها لقصيدة النثر، كما لم تخلُ من شعر العمود والتفعيلة"، بحسب البيان الذي أشار إلى أنّ المشارَكات كشفت عن "أكثر من تجربة فكرية وفلسفية، لكنّ بعضها أخفق حين غلّب الفلسفة والفكر وأهمل روح الشعر وفطرته، فيما سقطت تجارب أُخرى في النثرية المحضة".

ووصلت إلى القائمة القصيرة أربع مجموعات شعرية؛ هي: "سماء قابلة للردم" لنبيل مملوك من لبنان، و"القبور ظروف والموتى رسائل" لعبّاس حسين من العراق، و"أشجار غافلت الحطّاب" لأحمد إمام من مصر، و"سقطت من فم الرب" لمهاد حيدر من لبنان.

وبرّرت لجنة التحكيم اختيارها عبّاس حسين للفوز بجائزة الشعر بكونه "كتب قصائد حياتية بسيطة غير متكلّفة، فيها فطرة وبدئية الشعر، لا فذلكته، وخلت من الصناعة وألاعيب المحترفين، وانتقت مادّتَها من أدقّ تفاصيل وجودنا الإنساني، فجاءت مسترسلة مثل خيط ماء، لكنها واعية لما يجب أن يكون عليه الشاعر، ومدركةً بأنّ ما تبثّه هو الأخلد".

نصوص قصصية وفيّة لمناخات الحكاية المشرقية والمغربية

أمّا في فرع القصّة القصيرة، فاستقبلت الجائزةُ أربعا وثلاثين مجموعةً قصصية، استبعدَت لجنةُ التحكيم عشراً منها بسبب "عدم توفُّرها على شروط المشاركة، أو لصغر الحجم، والأخطاء اللغوية والنحوية، وضعف الأسلوب، أو تغليب الشعر".

ووصلت إلى القائمة القصيرة أربع مجموعات؛ هي: "سيرة الحياة والموت لحسن ابن شوغة" لعقيل عبد الله من العراق، و"انتبه لبقايا القطّ الميت في طريقك" لأحمد طارق من مصر، و"جزع وحبور" لهشام المودن من المغرب، و"لسان بورخيس: إبر حلمية ولقاحات ميتاقصصية" لمحمد العمراني من المغرب.

ووصف تقرير لجنةِ التحكيم القاصّ الفائز بأنّه "كان ابناً بارّاً لعوالم أجداده الحكّائين المجهولين في ألف ليلة وليلة وجامع الفنا في مرّاكش، ولمناخات الحكاية المشرقية منها والمغربية، حيث اشتغل على التوصيفات والعوالم والشخوص المعروفة في القصّ العربي والعالمي، في نصوص تستفيد من كلّ مظاهر القصّ المعاصر، في تشابُك ذكيّ ممتع وغريب، كحال ظروفه وشخوصه الكثيرة".

وضمّت لجنةُ التحكيم، التي ترأّسها طالب عبد العزيز، كلّاً من الإسباني إغناثيو غوتيريث دي تيران، والمغربية عائشة بصري، واللبناني عبده وازن، والمصري وحيد الطويلة، والعراقي عبد الهادي السعدون.

يُذكَر أنَّ الجائزةَ، التي أطلقتها "مؤسّسة الرافدَين" عام 2019، تُمنَح لكتّاب وشعراء لم يسبق لهم أن أصدروا كتاباً ورقياً وتتراوح أعمارهم بين 18 و45 سنة. وقد حملت دورتُها الأُولى (2019) اسمَ القاص العراقي محمد خضير، والثانيةُ (2020) اسمَ الشاعر العراقي فوزي كريم.

المساهمون