برز المخرج المسرحي أحمد رزّاق (1967) بمسرحية "طرشاقة" التي أخرجها عام 2016 وحقّقت إقبالاً جماهيرياً كبيراً لم يشهده المسرح الجزائري منذ عقود، وفازت بالجائزة الكبرى في "المهرجان الوطني للمسرح المحترف" في العام نفسه.
هذا الإقبال استمرَّ مع أعمال رزّاق اللاحقة؛ مثل "كشرودة" (2017)، و"خاطيني" (2020)؛ وهي أعمالٌ واصَل فيها المخرج الجزائري الذي تخرّج من "المعهد الوطني العالي للفنون الدرامية"، في تخصّص السينوغرافيا، عام 1992، نقدَه الساخر للوضع العام في البلاد، مع نزعة واضحة إلى المباشَرة.
يعود أحمد رزّاق بعرضٍ مسرحي جديد بعنوان "بوستيشة" يُنتظَر عرضه ابتداءً من مساء السبت المقبل، 8 كانون الثاني/ يناير، وعلى مدار ثلاثة أيام على خشبة "المسرح الوطني الجزائري" بالجزائر العاصمة.
تدور أحداث المسرحية، التي كتب نصَّها المخرج نفسه، في حيّ صغير يُضيئه عمودٌ كهربائي وحيد؛ حيثُ لم تُنجَز أعمدة أُخرى بسبب نهب الأموال المخصّصة لإنجازها. يتعرّض المصباحُ الوحيد للتخريب، فيدخُل السكّان في خلافٍ يتبادلون خلاله الاتّهامات حول المسؤول عمّا حدث. وفي غياب أيّ قدرة على التحاوُر، سرعان ما يتفاقم الخلافُ ليُصبح نزاعاً يشمل أحياءَ ومدناً أُخرى.
و"بوستيشة" كلمة عاميّة تعني في لهجة سكّان مدينة الجزائر المشكلةَ الصغيرة. والمشكلةُ الأساسية التي يتناولها العرض تكمن في تحطيم المصباح الوحيد، والذي لا يُخفي رزّاق، الذي عقد اليوم مؤتمراً صحافياً في الجزائر العاصمة للحديث عن عرضه الجديد، أنّه يرمز إلى غياب الأفكار والتفكير، وما ينجم عن ذلك من استفحال لجميع أشكال الظلامية، وفق تعبيره.
ويشارك في العرض أكثر من 120 فنّاناً مسرحياً؛ من بينهم سبعون ممثّلاً مسرحياً وثلاثون راقصاً.