"النقطة المظلمة": التحرّر من الغرب لفهم الإنسان

09 ابريل 2021
عمل لـ فرنسيس بيكابيا
+ الخط -

حين ننظر إلى حياة أي إنسان، فإن من الممكن أن يجري اختزالها في مجموعة من النقاط هي أقرب إلى منعطفات خارجة عن التوقّع، وهي على عشوائيتها تتحوّل إلى أهم ما يمكن ذكره في حياة إنسان

في كتابه الأخير "تلك النقطة المظلمة التي تحوّل فيها كل شيء" (منشورات لوبسرفتوار)، يدرس الباحث الفرنسي فرانسوا جوليان (1951) مسألة التحوّلات في حياة الإنسان، ولأجل ذلك يقترح مفهوم "النقطة المظلمة".

يعرّف جوليان النقطة المظلمة بأنها "نقطة في حياتنا تتحوّل فيها الوضعيات، أو المشاعر، أو العلاقات بشكل مفاجئ ما يفقدنا كل قدرة على التحكّم في الواقع حولنا". هذه النقاط الغامضة تصبح بالتدريج هي حياتنا بحسب جوليان.

يرى جوليان، وهو متخصّص في الثقافة الصينية، أن هذا الموضوع منسيّ لأنه بقي على هامش الفكر الفلسفي اليوناني، وهو من جهته يمثّل نقطة انطلاق كل الفكر الغربي الحديث. هنا يلاحظ المؤلف أن مفاهيم مثل السبب والنتيجة، والبداية والنهاية، والجزء والكل، لا تساعد في فهم الحياة كظاهرة بل تخضعها إلى نموذج نظريّ يخفي أهم ما فيها.

الصورة
لنقطة لمظلمة

يقود هذا التفكير جوليان إلى القول بأن الثقافة الغربية قد تمثّل عائقاً أمام فهم صحيح للإنسان والعالم اليوم، ويدعو من منطلق معرفته بالشرق إلى ضخّ الفكر الغربي بمصطلحات جديدة منها النقطة المظلمة، والدَفعة، و(عدم) المرونة.

المساهمون