"المناعة والحياة": ثغرات في النظام العالمي

28 يونيو 2021
عمل لـ كلود فيالا/ فرنسا
+ الخط -

وضعت الجائحة العالمية الكتابات حول الطبّ في الواجهة بعد أن كانت على هامش منظومة النشر في كلّ الثقافات تقريباً، وقد ظهرت بالمناسبة نزعة لالتقاء الطبّ بمعارف أخرى مثل الفلسفة والعلوم السياسية والمستقبليات وعلم الاجتماع.

في كتابه الصادر مؤخّراً عن منشورات "أوديل جاكوب" بعنوان "الحياة والمناعة: من أجل علم مناعة جديد"، يبدو عالم البيولوجيا الفرنسي مارك دايرون وكأنه قد استعار عقل المفكّر، حيث لا يتصدّى إلى الإشكاليات التي يطرحها من منظور التخصّص العلمي بل من منظور معرفي أشمل.

يبدأ الكتاب بنظرة عامة للكائنات: كيف تحيى وتموت وكيف تتعايش وكيف تقاوم الأخطار، مُرجعاً الإنسان ضمن نظام كونيّ عام يُثبت من خلاله أن نظام المناعة لا يمكن أن يعمل بدون توفير مجال حيوي واسع، يحمي الكائن البشري من الأخطار التي تحيط به.

يذكّر المؤلّف بأنظمة اللقاحات التي يخضع لها أطفال العالم اليوم والتي بدونها ستكون المعطيات الديمغرافية مختلفة تماماً، وهو يشير إلى أن هذه اللقاحات جزء من المنظومة الشاملة للمناعة البشرية وتمثّل أحد أسباب ازدهار بلد على المستوى الاقتصادي، حيث أن منظومة المناعة تتيح أجيالاً نشطة وفاعلة، كما أن الأمر يمكن فهمه عل صعيد أبعد لأن سياسات المناعة تؤدّي إلى فوارق بين الأمم، وهو ما يجعل بعضها ضعيفة والأخرى قادرة على غزوها بأيسر السبل.

المناعة والحياة

هكذا، يُظهر كتاب دايرون علاقات تبدو متباعدة للغاية بين لقاح يتلقّاه طفل في أعوامه الأولى ومصير بلده بعد عقود، كما أنه يشرح الجائحة العالمية الطارئة من منظور منظومة المناعة على مستوى عالمي، حيث يشير - وهنا يأخذ الكتاب بُعداً نقدياً - إلى أن كورونا قد كشفت عن أخطاء كثيرة اقتُرفت في حق البشرية على مستوى التأسيس الصادق لمنظومة مناعة ناجعة. 

المساهمون