استمع إلى الملخص
- يُعرض الفيلم الوثائقي "الحياة حلوة" للمخرج محمد جبالي، ويوثق تأثيرات الحرب والمنفى على الفلسطينيين، بينما يُفتتح معرض "تحت النار" في "البيت الأزرق" ويضم أعمالاً لفنانين من غزّة.
- تُقام عروض لفيلم "وميض" للفنان Ж، وتُنظم ورشة "حكايات شعبية من فلسطين" للأطفال لتعزيز الخيال والمهارات الفنية.
في برنامجها الثقافي لشهر تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري، تخصّص "دارة الفنون" في جبل اللوبيدة بعمّان أربعاً، من أصل خمس فعاليات، لفلسطين في ضوء حرب الإبادة المستمرّة في غزّة منذ أكثر من سنة، تتمثّل في عرض فيلمَين، ومعرض تشكيلي جماعي، وورشة تفاعلية موجَّهة للأطفال.
تبدأ الفعاليات، غداً الخميس، بعرض الفيلم الوثائقي "الحياة حلوة" (2023) للمُخرج الفلسطيني محمد جبالي، والذي يتناول فيه تأثيرات الحرب والمنفى على الفلسطينيّين والظروف القاسية التي يتعرّض لها سكّان غزّة أثناء محاولاتهم تجاوُز واقع حياتهم المرير.
ويوثّق الشريط، الذي يعرض في الموقع الأثري عند السابعة والنصف مساءً، رحلة مُخرجه على مدار سبع سنوات، والصعوبات التي واجهته بعد سفره إلى النرويج وعدم قدرته على العودة إلى غزّة، ناقلاً معاني النجاة والصمود والإصرار على الحياة في غزّة، من خلال رسائل المُخرج ومحادثاته العائلية والخاصّة.
وفي "البيت الأزرق"، يفتتح، الثلاثاء المقبل، معرضٌ فنّي جماعي بعنوان "تحت النار"، يضمّ أعمالاً لخمسةٍ من فنّاني غزّة الذين لم يتوقّوا عن الرسم والمقاومة الفنّية، رغم القصف اليومي والتهجير القسري، وفي ظلّ ظروف لا إنسانية تحرمهم من الماء والكهرباء والوقود والطعام.
الفنّانون هُم باسل المقوسي، وماجد شلا، ورائد عيسى، وسهيل سالم. أمّا أعمالهم الفنّية التي يتضمّنها المعرض الذي يستمرّ حتى 31 كانون الأوّل/ ديسمبر المُقبل، فأُنجزوها بالأقلام الجافّة على دفاتر مدرسية وعبوات الأدوية وأوراق قديمة، مستخدمين ما توفّر حولهم من أصباغ طبيعية وشاي ورمّان وكركديه، ليوثّقوا شهاداتهم من واقع حرب الإبادة الجماعية المستمرّة.
وابتداءً من 15 الجاري وحتى 24 كانون الأوّل/ ديسمبر المقبل، يُقام عروض مستمرّ لفيلم "وميض" للفنّان البرازيلي Ж (يلقّب نفسه بهذا الرمز)؛ وهو عمل فيديو بلا صور أُنتج باستخدام تقنيات الأنالوغ والعمل اليدوي كمحاولة لمحاكاة تجربة الفنّان في متابعة مجريات الحرب على غزّة عبر وسائل الإعلام وخدعة تبريرها ونقل تفاصيلها.
يرتكز الشريط التجريبي الصامت على خلق ثقوب فعلية في شريط الفيلم الخام، بحيث يُسمح للضوء بالمرور من خلال كلّ ثقب، كتمثيل رمزي لحياة أكثر من 40 ألف شهيد في غزّة؛ حيث تحضر نقاط الضوء كنجوم بعيدة وعديدة، ولكنّها، وفي الوقت نفسه، تتجاوز الإدراك البشري لها - ممّا يُشير إلى حجم الفاجعة والخسارة الفادحة، وعدم القدرة على استيعاب معنى فقدان هذا العدد من الأرواح من خلال الصور. كما يتحدّى هذا الفيلم فكرة التعامل مع الضحايا كمجرّد أرقام، ويدعو المُشاهد إلى إعادة التفكير بكلّ شخص فُقد كحضور مُضيء، مع الإقرار، في الوقت نفسه، بصعوبة التعبير بصرياً عن هول الإبادة الجماعية المستمرّة.
وتحت عنوان "حكايات شعبية من فلسطين"، تقديم "دارة الفنون"، كلّ سبت، ابتداءً من 19 تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري وحتى 23 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، ورشة رسم وحكايات للأطفال بين 10 و13 سنة، من تيسير الباحثة والمدرّبة ومعلّمة الفنون التعبيرية مي ملحس.
تهدف الورشة التفاعلية إلى الدمج بين تحفيز الخيال لدى الأطفال، وتعزيز مهاراتهم في الرسم والتعبير البصري، حيث تركّز على إعادة إحياء الموروث الشعبي الفلسطيني من قصص وحكايات، واستحضار أمثلة معاصرة من واقع حياة الأطفال، كوسائل إبداعية تُعيد تشكيل الذاكرة البصرية والسمعية والحسية للمشاركين، وتُمكّنهم من التعبير من خلال فنون الرسم والتجسيد الدرامي. كما تهدف الورشة إلى تطوير أساليب الكتابة الإبداعية لدى الأطفال عبر مشاركتهم في تأليف قصص وحكايات ذات طابع شخصي.