"العبودية الأُخرى": حدَثَ في العالم الجديد

08 ابريل 2021
عمل لـ جاكوب لورنس
+ الخط -

منذ مقتل جورج فلويد العام الماضي في الولايات المتحدة الأميركية، أصبحت العنصرية ثيمة رائجة في بيئة البحث العالمية، ضمن اختصاصات متنوعة مثل الأنثربولوجيا وعلم الاجتماع والدراسات الثقافية.

يتناول المؤرخون أيضاً العنصرية بالعودة إلى تمظهراتها التاريخية وأبرزها ظاهرة العبودية، وإليها يعود الباحث الأميركي من أصول مكسيكية، أندريس ريسنديث، في كتابه الصادر مؤخراً بالفرنسية "العبودية الأُخرى: كيف جرى إخضاع الهنود في الأميركيّتين" (منشورات ألبان ميشال)، وكان قد صدر أوّل مرة بالإنكليزية عام 2016.

ينطلق ريسنديث من رحلة كولومبس الاستكشافية، فيبيّن أن عقلية الاستعباد رافقته على السفن التي أقلّته من أوروبا إلى "العالم الجديد"، ولذلك فإن الرحلة ذات الطابع الجغرافي سرعان ما تحوّلت إلى أداة قمع منذ التقط الأوروبيون حجم الثروات المتوفرة. آنا 

يشير المؤلف إلى أن العقلية الاستعبادية هي التي سوّغت للمستكشفين المرور من علاقات التبادل مع السكان الأصليين إلى علاقات الإخضاع أو القتل، وهو تحوّل ليس فقط في تاريخ القارة الجديدة بل في تاريخ العالم، فقد فتح ذلك شهية الأوروبيين على استعمال القوة في كل مكان في العالم.

الصورة
العبودية الأُخرى - القسم الثقافي

يرصد ريسنديث محطات كثيرة في تاريخ العبودية في الأميركيتين، ومنها إعلان العرش الإسباني إلغاء العبودية في 1542، مبيناً أنه قرار صوري لم يُنفّذ تقريباً، بل إن القرون اللاحقة شهدت تسارع نسق الاستعباد، من السكان الأصليين ثم بتنظيم عمليات الاختطاف من سواحل أفريقيا المقابلة، ولم يتوقّف ذلك حتى منتصف القرن التاسع عشر كنتيجة لمآلات الحرب الأهلية الأميركية.

في هذا الكتاب، يبدو ريسنديث وقد اختار أن يطوّع تخصصه في تاريخ غزو الأوروبيين للقارة الأميركية لمعالجة "موضوع الساعة" في العلوم الإنسانية، وقبل هذا العمل صدر له: "الأرض الغريبة" (2007)، و"تغيير الهوية الوطنية" (2009)، و"حركات الاحتجاج في تكساس بين 1821 و1848" (1997).

المساهمون