"الأزياء التقليدية في تونس": ضد التخلّي عن الألوان

27 مايو 2021
لوحة لـ جلال بن عبد الله
+ الخط -

تبدو المنتجات الإبداعية في تونس، من كتب وأفلام وفنون تشكيلية، مقصّرة في نقلها للتنوّع البصري والثقافي - المادي وغير المادي -  مما تزخر به البلاد، وهي نقطة بدأ الاهتمام بها يتمأسس في السنوات الأخيرة، وأبرزها مبادرة "دار الكتب التونسية" بإصدار كتب تضيء التنوّعات التراثية لتونس، ومنها كتاب "الأزياء التقليدية في تونس" الذي صدرت نسخته العربية مؤخراً.

كان هذا الكتاب قد بدأ كمشروع أطلقه "مركز الفنون والتقاليد الشعبية" في 1966، ليصدر في 1978، بالفرنسية، وحين نفدت نسخه لم يُطبع مجدّداً. وقد شارك في كتابة مادته كل من: عزيزة بن تنفوس، ونزيهة محجوب، وأندريه لويس، وسميرة ستهم، وكليمانس سوجيي، وعلي الزواري، وعلية بيرم.

أما الترجمة العربية فأنجزها كل من: محمود الهميسي وسهيل الشملي، وقد صدّرت الكتابَ الباحثةُ التونسية رجاء بن سلامة، وهي التي كانت وراء مبادرة إصدار الكتاب في نسخته الفرنسية ومن ثمّ ترجمته إلى العربية ضمن موقعها كمديرة لـ"دار الكتب التونسية" منذ 2015.

في كلمتها، تقول بن سلامة بأن هذا الكتاب "كنز من الموارد والإشارات والأسرار" باعتباره "شاهداً على التنوّع المدهش في التراث اللباسي التونسي لأنه يبيّن أن لكل مدينة وكل قرية - مهما صغر حجمها - تقاليدها الخاصة بها في التطريز وفي لباس الاشتمال واللباس المخيّط المفصّل ولوازم الزينة". 

الصورة
الأزياء التقليدية

تنتقد بن سلامة في تقديمها هيمنة "إمبراطورية الفستان الأسود" ضمن ما عُرف بـ"التخلي الكبير عن الألوان" في فرنسا، ومن ثمّ تعمّم عبر قنوات الحداثة على جزء كبير من البشرية، حيث ساد توجّه عام بتفضيل الأسود والألوان القريبة منه على حساب الألوان التي تخاطب العين بصوت أعلى. فكأن الكتاب بما يظهره من فتنة التونسيين - والتونسيات خصوصاً - رد مضاد على هذا التخليّ عن الألوان.

تقول بن سلامة: "اكتسحت هذه النزعة المعادية للألوان عادات اللباس في حوضي البحر الأبيض المتوسط، حتى أصبح من فساد الذوق ارتداء الملابس الملوّنة في أماكن العمل أو في المآتم والحفلات الرسمية والسهرات المتأنقة". 

المساهمون