"ابن الصبح": اغترابٌ ومخاوف واعترافات

02 ابريل 2022
لوحة لـ حامد ندى/ مصر
+ الخط -

إذا كان الشعر في مجمله قد تناقصَ حضورُه في مجال النشر، فإن الوضع مع الشعر المكتوب بالعامية أكثر تعقيداً حتى أنه يبدو وكأنه يتحرّك في فضاء غير الكتاب المنشور. 

قد تكون مصر هي الاستثناء الوحيد حيث نجد فيها بعض الاعتناء بالشعر المكتوب بالعامية على مستوى النشر، وقد يعود ذلك إلى فرض أسماء مثل أحمد فؤاد نجم وصلاح جاهين وفؤاد حداد لأنفسهم كأسماء شعرية لا تقل أهمية عن شعراء الفصحى.

ضمن سلسلة الشعر العامي التي تصدرها "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، صدرت مؤخراً مجموعة شعرية جديدة للشاعر المصري ميسرة صلاح الدين حملت عنوان "ابن الصبح"، وهي سادس إصداراته الشعرية بعد: "أنا قلبي مش فارس" (2002)، و"شباك خجل" (2005)، و"أرقام سرية" (2010)، و"الأسد الحلو" (2015)، و"حرب الرِدّة" (2015).

يضم الديوان الجديد اثنين وعشرين قصيدة بالعامية المصرية، معظمها قصائد تقوم على الحوار بين الشاعر ونفسه تعبيراً عن مخاوف تجاه واقعه الذي تشكّله المدينة التي تحاصره، وللتعبير عن هذه المشاغل تحضر استعارات من ثقافات متعددة، من خلال عناصر ميثولوجيا خصوصاً.  

"ابن الصبح"

يذكر صلاح الدين في تصريح خصّ به "العربي الجديد" أنه حاول إبراز "التناقض بين الممارسات الإنسانية المعاصرة وبين طقوس الحياة في أزمنة قديمة عاشتها البشرية"، ويشير أن هذا التناقض لا يمنع من كون قصائد المجموعة "تتمركز جميعها حول النفس البشرية فيما يشبه حالة اعتراف حول أشياء لم تحدث لي بشكل شخصي بل تمس الجميع وتؤثر فيهم في سطوة الرأسمالية والشعور بالاغتراب الذي يسيطر على مشاعر الإنسان الحديث".

المساهمون