"أُمّي": مدخل لتحليل الذات

03 يونيو 2021
من لوحة لفرانشسكو غويا
+ الخط -

اندرج في تقاليد عدّة أمم، منها فرنسا وبلدان عربية تأثرت بها، تخصيص آخر يوم أحد من شهر أيار/مايو لـ"عيد الأمهات"، وهي مناسبة أخذت بعداً تجارياً واضحاً ما صنع مسافة نقدية تجاهها بعد أن كان هدفها مجرّد التعبير عن الامتنان للأم.

لكن "عيد الأمهات" بات أيضاً محطة من أجندة بحثية أخذت - منذ سنوات - تطوّع جهودها لما هو راهن في الحياة اليومية البسيطة، ولنا أن نربط بين صدور كتاب "أمّي: تحليلها النفسي وتحليلي" -هذا الشهر- للباحث الفرنسي الإيطالي ألدو ناوري (1937) عن منشورات "أوديل جاكوب".

هكذا فإن العودة للأم تأخذ في هذا الكتاب حجماً أبعد من الامتنان؛ إنها وسيلة للتعبير عن الذات وفهمها وإعادة تركيبها، حيث أن العمل يمكن اعتباره في آن بحثا في التحليل النفسي وجزءاً من السيرة الذاتية.

تبدو علاقة ناوري بوالدته إشكالية إلى حد كبير، إذ فقد أباه مبكّراً وترمّلت والدته وهي في النصف الأول من عقدها الثالث ما جعل العلاقة بين الابن والأم مكثّفة. وحين يمضي في تحليل شخصية الأم يعتمد على مؤهلات الباحث المتمكّن فيجدها متخوّفة إلى حد يدفعها للبحث عن السيطرة على كل شيء حولها.

كتاب أمي

ينجح ناوري في تجريد العلاقة أم - ابن ويؤكّد على أن شخصية الأم تخترق الذات من الولادة إلى سنوات متقدّمة حتى أنه يعسر الفصل بين ما هو مشترك مع الأم.

يندرج هذا الكتاب في إطار بحثي أشمل يشتغل ضمنه ناوري، وهو علم نفس العلاقات الأسرية، ومن أعماله الأخرى في هذا الاتجاه: "الاستماع إلى الطفل"، و"حول زنا المحارم" (مع فرانسواز إيريتييه وبوريس سيرولنيك)، و"ثلاث أسئلة حول الأسرة"، و"زوجات الأب". 

المساهمون