"أوركسترا قطر الفلهارمونية": استعادة فرانز ليست

30 مايو 2022
(تمثال فرانز ليست في مدينة فايمر الألمانية، Getty)
+ الخط -

لا يزال يُنظر إلى المؤلف الموسيقي الهنغاري فرانز ليست (1811 – 1886)، كأحد أبرز المجددين في العزف على البيانو من خلال سيمفونياته التي تتسم بالجرأة، وتعدّ من الأعمال المؤسسة للحداثة الموسيقية في أوروبا والعالم بأسره.

ليست، الذي عزَف لفترة طويلة في بداياته سيمفونيات العديد من المؤلفين الكلاسيكيين، وفي مقدّمتهم بيتهوفن، تأثّر بعوامل تتعلّق ببيئته التي نشأ فيها، حيث كان والده يعزف على العديد من الآلات الوترية بالإضافة إلى البيانو، كما ظلّت الموسيقى الغجرية والإيقاعات الشعبية في شرق أوروبا حاضرة في عدد من مقطوعاته الأساسية.

تقدم "أوركسترا قطر الفلهارمونية" عند السابعة والنصف من مساء الجمعة المقبل في "دار الأوبرا - كتارا" بالدوحة حفلاً موسيقياً يتضمّن أفضل أعمال ليست، حيث تعزف "كونشرتو البيانو رقم 1"، وهي المقطوعة الذي استغرق تأليفها نحو خمسة وعشرين عاماً، بالأضافة إلى مقدمات أشهر قصائد ليست السمفونية.

في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، ركّز ليست جهوده على إعادة عزف أعمال البيانو لثلاثة مؤلفين، هم: الإيطالي نيكولو باغانيني والفرنسيان هيكتور بيرليوز وفريدريك شوبان، حيث كان للأخير دور في تطوير الجانب الرومانسي الشاعري لدى ليست.

مع افتتاح الأكاديمية الملكية في بودابست سنة 1875، رشّح ليست ليكون أول رئيس لها، ورغم عدم إقامته في بلاده وتنقلّه الدائم بين عدد من العواسم الأوروبية، واظب على تقديم دروس فيها ومتابعة طلابه فيها، كما قدّم العديد من الحفلات الخيرية دعماً للأكاديمية وطلابها.

تعود الموضوعات الرئيسية التي اشتغل عليه ليست في "كونشرتو البيانو رقم 1" إلى عام 1830، لكن الإصدار النهائي للكونشيرتو كان في سنة 1849، ويتكون من أربع حركات تستمر حوالي 20 دقيقة، وكان عرضه لأول مرة في مدينة فايمار الألمانية في 17 شباط/ فبراير 1855، حيث عزفه في حفل مشترك قاده هيكتور بيرليوز، حيث أجرى عليه تعديلات عديدة من خلال الحوار الذي يتضمّنه الكونشيرتو بين البيانو والكلارينيت.

أصيب ليست في السنوات الأخيرة بأمراض عدة في القلب والجهاز التنفسي وإعتام في العين اليسرى، لكنه واصل عمله بحماسة وشغف شديدين، لكن صحته تراجعت بشكل مفاجئ بسبب التدخلات الطبية الخاطئة ولم يعد قادراً على تقديم حفلاته المبرمجة.
 

المساهمون