خلال الأعوام الماضية، أصدر المجمع العديد من الكتب ومجلة علمية محكمة تنشر أبحاثاً في اللغة والأدب إلى جانب نشرة المصطلحات التي تعنى بتعريب المفردات الأجنبية وتوزيعها، وتخصيص جائزة الإبداع في مجالات الرواية، والقصة القصيرة، والشعر، والنص الإبداعي.
في هذا السياق، أصدر حديثاً معجم مصطلحات جغرافيّة للباحث والأكاديمي الفلسطيني محيي الدين خمايسي، بهدف المساهمة في توسيع آفاق الطلاّب والطالبات في اللغة العربيَّة وعلم الجغرافيا، بحسب ما ورد في إهداء الكتاب الذي ساعده في تأليفه صالح سواعد، ورقيَّة عدوي، ونادر زعبي.
يتوزَّع الكتاب على جدول مصطلحات، ومقدَّمة، تسير إلى أن أنَّ الجغرافيا "تُعتبر فرعاً من فروع المعرفة، وأنها لم تعد أداة لاستكشاف الأماكن فحسب، بل أصبحت تَدْرُس وتُدَرِّس العلاقة والتَّفاعل المتبادل بين الإنسان والبيئة المحيطة به، لتهيئة أفضل لها، والتَّفاعل معها والتَّأثير فيها. كما وتعدّ الجغرافيا من العلوم التي تؤدّي دورًا بارزًا في الحياة البشريَّة".
يطرح المؤلِّف تساؤلاً أساسياً، وهو: هل يفضَّل تعريب المصطلح بواسطة كتابته بالأحرف العربيَّة مع حفظ لفظه وبعض الملاءمة، كما جاء في لغة مُنْتِجِهِ، أم هناك حاجة إلى إنتاج مصطلح جديد مشتقّ من المفهوم العربيّ للمصطلح، أو رصد ووصف الظَّاهرة وصياغته كمصطلح عربي؟"
في الإجابة عنه، يميل حمايسي إلى المزج بين توفير مصطلح عربيّ مشتقّ من المنبَت، والمفهوم العربيّ الموازي والمقابل للمصطلح الأصليّ الذي أنتج في مَنْبَتِهِ وبيئتِهِ، بالإضافة إلى تعريب المصطلح بواسطة كتابته وإنتاجه بالأحرف العربيَّة، والاشتقاق منه، بالاعتماد على المنهجيَّة التي تسعى إلى المزج بين إنتاج مصطلح بالعربيَّة وكتابته بأحرف عربيَّة.
تستند منهجيَّة إعداد المعجم إلى أخذ وتناول المصطلحات الواردة في كتب الجغرافيا والموطن التي أعدَّت حسب المنهج التعليميّ الصادر عن وزارة الترَّبية والتَّعليم، كما ضمَّ مصطلحات كان قد أرسلها ممثّلون عن الوزارة، إلى المجمع، فعمل طاقم متخصص على ترجمتها.
حرص المؤلّف على أن تكون الإضافة النوعيَّة والكميَّة لهذا المعجم مقصورة على المصطلحات التي يواجهها الطالب العربيّ في مراحل التَّعليم المختلفة، وعلى ترتيب المصطلحات حسب التَّرتيب الهجائيّ في العربيَّة، وقد وردت جميعها ضمن جداول لمصطلحات توزَّعت على مختلف مجالات علم الجغرافيا.