"عهد التميمي متآمرة مع موساد"

10 اغسطس 2018
+ الخط -
في أيام جاهليتي، و"رفاق" آخرين، قمنا بما لا يخطر ببال. رحنا نطرق أبوابا للتبرع في أوتوستراد المزة، وفيلات غربية، بدمشق، بعد صبرا وشاتيلا وخروج م. ت. ف. من بيروت، وتكدس آلاف اللاجئين في منطقة "الست زينب".

بالمناسبة "الرفيق أبو أمجد"، ابن عصيرة الشمالية، بدا غير مندهش لما رويت له.
وجدتني في حقل ألغام. كان الشر في عيون الضابط، أمام مرافقته، وفيلاته "المتواضعة"، صارخاً، بعد أن عرف "مهمتي": "ولو قرد ولو.. لاحقينا لهوني.. ما هيكي... ولاك نحنا دم قلبنا عطيناه لفلسطين... انقلع من هون".
صدمة ثانية؛ من صدمات أسئلة نفس متمردة على المسلمات، حين تلقيت في مبنى مخابرات في "شارع السادات"، بدمشق، صفعة مرفقة بشتيمة.. لفلسطين ولي.
في الثالثة؛ وكانت أمي تردد في وداعي: "الله يعمي عنك ولاد الحرام"، بقرب فندق كارلتون راح الضابط في "فرع فلسطين"، بعد وصلة شتائم، لم تستثن فصيلاً، على وزن ما استنتجه "وزير دفاع الصمود والتصدي وقلب العروبة النابض"، مصطفى طلاس، بحق ياسر عرفات "أبو عمار"، في مهرجان زجل ممانعجي، برائحة عرق زحلاوي وحشيشة بعلبكية، في حضرة "الإخوة المؤمنين"، يقهقهون فرحاً بالتعري. ليختم زجله بصدمة مضافة بمنية: "ولاك نحنا أصلاً سمينا الفرع تيمنا بفلسطين!".

فماذا تجيب في هذه الحالة؟
بعد سنوات استعدت موقفي الحرج، حين قرأت "لا تضع رأسك تحت موس الحلاق".
لم أكن يوماً عرفاتياً، رغم أن أصدقائي كانوا فتحاويين "أقحاحاً"، وحاولوا معي. لكني أعترف أن تجاربي جعلتني أكثر تمرداً في سنوات تالية، وميلاً للعرفاتية.
ما وضعني هذا الصباح في حالة فلاش باك، تقرير منشور في القسم الإنكليزي لـ"العربي الجديد" عن صميم "ثقافة الممانعة"، غير مصدوم، كما البعض.
وجوهر الموضوع، المكرر باستنتاجاته الثابتة، لدى ذات القطيع، يذهب ببساطة إلى أن عهد التميمي مشروع موسادي صهيوني. بصراحة، قد يخجل "العقل الخليجي الجديد"، الموغل في التصهين، أن يذهب إلى حد كهذا.
ليس فقط أن ابن "السفير"، بهجت سليمان، الذي أراد يوماً "تعليم الأردنيين الممانعة"، يخبر ربعه أنه أمين بالتزامه بـ"ثقافة سيد الوطن.. ومورث القطيع من قبله"، بطلب صريح من التميمي أن تؤيد سيده، بل إن ربع حيدرة لم يخيب ظنه والثقافة المرسخة منذ الصغر، فانهالت على عهد شتى التهم، من تحت قشرة ثقافة التمويه وتقية الممانعة، المتوارية خلف مقولة رخيصة: "نحنا رب المقاومة"، والمتاجرة بفلسطين، ذات فلسطين التي هجر شعبها من اليرموك وبقية المخيمات، وصار قتلهم حلالاً بيد عربية، وذات القدس التي يبحث عن طريقها حسن نصر الله منذ 7 سنوات، على جثث السوريين و"حماية المراقد" من "الشعب السوري الداعشي".
اختصاراً، جريمة عهد، وكل فلسطيني وعربي رفض قتل الشعب السوري، أو تضامن، كما هو منطق الحرية غير المجتزأة، مع حريته وكرامته، أنهم "مشاركون في المؤامرة الكونية".
ولنختصر أكثر، هاكم بعض ما ينضح به عقل "مناضلي مدرسة القومية والممانعة الأسدية"، عن فلسطين وشعبها: "أكلتو راسنا بفلسطين، هي والمقاومة سبب بلاء صار ببلدنا (المقصود سوريو)"، وآخرون يرقصون ببغائياً "والله متلا متل حماس وخالد مشعل ومالف لفهم.."، القول الأخير يذكرني بقول موظفة عنصرية دنماركية لمترجم: العرب أقذر الشعوب.. أوه.. لا أقصدك من بينهم يا خالد!..
أليست تلك موازية لمعزوفة أوركسترا القطيع: "الفلسطينيون باعوا أرضهم؟"؛ رغم أن جدتي ماتت في مخيم شبيه بما جسده جمال سليمان، ولم تورثنا قرشاً من "ثمن البيع".
بالتأكيد لو عرف أوسكار بيرغامين، الذي تحدّى صهاينة بلده هولندا، بإطلاق اسم عهد على الشوارع، لبصق يمنة ويسرى، متعوذاً ألف مرة.

دلالات