بشار الـ"كوول"

01 سبتمبر 2017
+ الخط -
يواظب الإعلام الأسدي والروسي، وبمشاركة بعض وسائل الإعلام الغربيّة "الأوروبية والأميركية خاصةً"، على إظهار بشار الأسد بالشخصية الـ"cool" والـ"cute".

فتنتشر فيديوهات البارات والملاهي الليلية في دمشق، والاصطياف والسباحة في اللاذقية، لتقول هذه الوسائل أن حكم بشار هو حكم "معتدل"، ولا يجدر تغييره، بل يجب إعادة تدويره ليبقى في سدّة الحكم لنصف قرن آخر.

وبعيداً عن الجرائم التي ارتكبها الأسد ومليشياته، من قتل أكثر من نصف مليون سوري، وتهجير الملايين الآخرين، وتدمير سورية عن بكرة أبيها، والاعتقال والتعذيب الذي مارسه هذا الرئيس الـ"cool"،

فإن معظم الطغاة والديكتاتوريات في التاريخ الغربي، كان لديهم بارات وملاه ليلية، وسباحة بالبكيني، وسهرات المجون والعربدة، من نيرون وصولاً إلى الفاشي هتلر، ومَن بينهما ومَن قبلهما، وحتى مَن بعدهما.

ويأتي السؤال هنا، هل كان هتلر شخصية "cool"عندما ارتكب المجازر ضد اليهود، فقط لأنه يملك "بارات وملاهي ليلية"؟ وهل كان نيرون شخصية "cute" عندما أحرق روما، فقط لأنه أقام حفلات ماجنة؟

طروحات هذا الإعلام المأجور وتقاريره، لا تتجاوز كونها محاولة لذر الرماد في العيون، طروحات لا تغني ولا تسمن من جوع، فالرئيس الـ"cool" مجرم بالفطرة، ولديه من الجرائم ما يضعه ضمن قائمة المجرمين الأكثر إجراماً عبر التاريخ، إن لم يكن على رأس هذه القائمة.

وهذه المحاولات الممجوجة لتعويم الأسد، أصبحت مثيرة للضحك والسخرية والتندر، فهذا الرئيس الـ"cute" الذي لم يدخر سلاحاً إلا واستخدمه ضد المدنيين، من الكيميائي مروراً بالبراميل المتفجرة وصولاً للصواريخ والدبابات والطائرات، لن تشفع له البارات والملاهي الليلية!

غيث حمور
غيث حمور
خريج كلية الإعلام. عمل في عدة وسائل إعلامية، منها صحيفة "الحياة"، وموقع "العرب اليوم" وصحيفة "القنديل".