الانتخابات والوعود الفارغة.. هل يتعلم العراقيون؟
مع كلّ موسم انتخابي برلماني، أو موسم لانتخابات مجالس المحافظات، تتلوّن سماء السياسة بوعود وشعارات لامعة تعلو ورق الانتخابات. هذه الوعود الرنانة تأتي محمّلة بوعد جديد لتحسين حياة الناس وتوفير الرخاء والعدالة. ولكن، بمرور الأوقات، ومع نهاية كلّ دورة انتخابية، تخفت الآمال وتضمحل.
إنّها ليست مجرّد وعود فارغة، بل هي وعود تدوس على كرامة العراقيين وتسلب حقوقهم المشروعة. تلك الوعود تختلف من سنة لأخرى، ولكن النتيجة تبقى على حالها. فما هو السبب وراء هذا الدوران المتكرّر للوعود والشعارات الخاوية؟
الجواب يمكن أن يجده العديد من العراقيين في المنافع الشخصية. فالكثيرون من الذين يتنافسون على المناصب الحكومية يسعون لتحقيق مكاسبهم الشخصية، دون أن ينظروا إلى مصلحة الشعب، بل إلى المناصب الحكومية كفرصة للثراء وتعزيز نفوذهم، وليس لخدمة الشعب. وهكذا، يتم تقديم وعود جديدة في كلّ دورة انتخابية، لكن النتيجة تبقى دومًا نفسها.
يجب على الشعب العراقي أن يكون أكثر وعيًا وحذرًا عندما يختار ممثليه في الحكومة، وأن يراجع سجلات المرشحين، ويتأكد من وفائهم بوعودهم وقدرتهم على تحقيق التغيير الإيجابي.
من الضروري أن ينظر الشعب العراقي إلى الانتخابات على أنّها فرصة لاختيار الأفراد الذين يمثلونهم ويتحملون مسؤولياتهم في الحكومة
لا بدّ من تجنّب تكرار الأخطاء والوعود الفارغة نفسها. إنّ مستقبل العراق يعتمد على اختيار ممثلين حكوميين يعملون بجد لخدمة الشعب وتحقيق مصلحته العامة، بدلاً من مصالحهم الشخصية. إنّ الوعود الانتخابية الزائفة تسلب من العراقيين حقوقهم المشروعة وتتركهم يعيشون في ظروف صعبة.
ولذا، على الشعب العراقي أن يتنكر لهؤلاء المرشحين الذين لا يفون بوعودهم، ويسعون فقط لمصلحتهم الشخصية. ويجب على الناخبين أن يختاروا بعناية ويمنحوا الأولوية لأولئك الذين يسعون لخدمة الشعب بإخلاص وأمانة. ومع تزايد الوعي والتفكير النقدي، يمكن للشعب العراقي أن يحدّد مصيره بشكل أفضل ويختار من يمثلونه بكفاءة وشفافية. وهذه هي الخطوة الأولى نحو بناء مستقبل أفضل للعراق وشعبه.
ومن الضروري أن ينظر الشعب العراقي إلى الانتخابات على أنّها فرصة لاختيار الأفراد الذين يمثلونه ويتحملون مسؤولياتهم في الحكومة. ويجب أن تتميّز اختياراته بالتمحور حول قدرة هؤلاء الممثلين على تحقيق تغيير إيجابي وخدمة الشعب، بدلاً من البحث عن الفرص الخاصة والشخصية.
مع تزايد الوعي والتفكير النقدي، يمكن للشعب العراقي أن يحدّد مصيره بشكل أفضل ويختار من يمثلونه بكفاءة وشفافية
بالتحليل الدقيق لأداء المرشحين ومشاهدة تاريخهم وأفعالهم، يمكن للناخبين أن يفصلوا بين الوعود الفارغة وتلك الحقيقية التي يقدمها من يسعون لتحقيق تحسينات حقيقية في بيئاتهم المحلية ومجتمعاتهم.
العراق بحاجة إلى ممثلين يؤمنون بمفهوم الخدمة العامة ويضعون مصلحة الوطن والشعب فوق مصالحهم الشخصية. إنّ استمرار العمل على تحسين العملية الانتخابية وزيادة الوعي السياسي يمكن أن يساهما في تحقيق هذا الهدف. ولذا على الشعب أن يشدّ أحزمته ويمنح الأفضلية للممثلين الذين يسعون للعمل بجدية وشفافية من أجل تحسين وضع العراق وشعبه، حيث إنّ تجاهل الوعود الخاوية والوقوف ضد الفساد والفاشلين هو الخطوة الأولى نحو بناء مستقبل مشرق للعراق.
وفي النهاية، يمكن القول إنّ العراق وشعبه اليوم في مفترق طرق مع اقتراب موسم الانتخابات. ويجب على الشعب أن يتعلّم من تجارب الماضي ويقرّر بحكمة من يمثله في المستقبل. ولنكن أكثر وعيًا وتفكيرًا في مسألة اختيار القادة الذين يسعون لخدمة الوطن والشعب بإخلاص. فقط بهذه الطريقة يمكن أن يشهد العراق تحسينات حقيقية ويتجاوز مواسم الوعود الفارغة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.