في عام 2012 تعرضتُ لحادث طائرة فوق مطار الكويت، كان الطقس العاصف السبب. هوت الطائرة بشدة، وقبل الهلاك بأمتار، استطاع الطيار التحليق مجدداً، لم يكن أوروبياً، أذكر اسمه تماماً، كان مصرياً، واسمه محمد إمام. شكراً محمد.
لا أحاكي الخيال، حين أقول للتونسيين: لا تستبعدوا إيران وبشار ونصر الله من حسابات عملية باردو، فقد فعلتها إيران كثيراً من قبل وما زالت تفعلها، وتشهد على إدانتها محاولاتها المتكررة لنشر التشيّع في دول المغرب العربي.
العالم جُلُّه موغلٌ في المقتلة، ودم دوما يعني السوريين وحدهم، وتدرك الأنظمة التي تدير حرب بشار الأسد أن مزيداً من المجازر لن يغير الاصطفافات والأولويات.
دخول مصر "السيسي" أصعب على السوري من دخول سويسرا، بينما تفتح تركيا أبوابها لمليون ونصف المليون سوري، نصفهم بلا وثائق سفر، ومع هذا كله، لا آمل أن يستحي على دمه ويخجل.
مع استمرار عجز لبنان كدولة، وانكساره أمام مقاومة وممانعة حزب الله لحرية السوريين، كان من الطبيعي والمتوقع أن نرى اللاجئين السوريين في "دولة حزب الله" يُساقون إلى هذا الجحيم الذي يمارس عليهم.
الأنظمة الديكتاتورية التي تدعم داعش هي من يتحمل مسؤولية التدمير الذي يقوم به هذا التنظيم، من سورية إلى العراق ومن ورائهما إيران، لكن هناك جانباً مهماً من المسؤولية يقع على عاتق خيارات شعوب المنطقة وعدم اكتمال ثوراتها.
ضاقت مساحات الارتزاق أمام نفر من مثقفي السلطة في سورية، فانطلقوا في الأرض العربية باحثين عن ديكتاتورية أخرى يعيشون في كنفها بلا حرب، وتلبي طموحاتهم الأنانية بلا ضرورة لتشكيل موقف من ثورة الناس، لربما أنهم أدمنوا مديح الديكتاتور.
أحدث تصريحات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يطلق يد إيران وروسيا قوتين مهيمنتين على القضية السورية، ويُظهر المسألة على أنها صراع مسلح بين قوى متطرفة ونظام دكتاتوري، ويفسح في المجال لنظام الأسد، لارتكاب مزيد من المجازر.