"س" مهووسة بالتصوير "السيلفي"، ترى في المسيرات، مغامرة سياسية، ذروتها دخول المعتقل، وقضاء وقت مثير في الداخل، "الإخوة الوطنيون" صنعوا منهن تماثيل في الخارج يتباركون بها على صفحات التواصل الاجتماعي
"س".. في أواخر العشرينيات من عمرها، تعرضت لصدمة نفسية من أثر الضرب أفقدتها الذاكرة لشهرين أو يزيد. البداية كانت وهي ترى مساومات رخيصة وتربيطات بين رجال أمن الدولة ورفيقاتها المعتقلات بنفس قضيتها
أنوار البيوت المضاءة بـ"لمبات" الأفراح انطفأت.. أربعة أيام متبقية على حلول عيد الأضحى وبعد إخفاء قسري استمر أربعة أيام، علمت أسرة نحاج بمكان اعتقالها في معسكر الكيلو "عشرة ونص"، وأن هناك إمكانية لزيارتها.
انتهى الاعتقال ولم تنته القصة، القضية ما زالت مفتوحة لم يصدر فيها حكم قضائي حتى اللحظة، أقدر احتياج كريمة لرحلة تنسيها كل آلامها برفقه رجل... أتمنى لكي يا زومل سرير الدور الثالث أن تجدي من الأمان ما افتقدناه في بلدنا.
ابتسامة باردة لا تريد فتح أبواب معاتبة لهن، أراها وقاحة، أن تجد من يتسبب فيك أمام الرجال لإظهار سيطرته هو نفسه من ينافقك بإظهار الشفقة عليك.. لساناً رافضا الخوض بمهاترات كلامية معهن لا قيمة لها.
بينما كل واحدة منا في صمت تام، إذا بصوت نادية وهي تصرخ، وقد خُلِع منها حجابها وتنظر خلفها متوعدة بقولها "والله لورّيكم"، ثلاث مرات كعادتها، وعلى وجهها آثار ضرب.