تستهدف عملية "عاصفة الحزم" جماعة الحوثيين بقدر ما تستهدف الرئيس المخلوع بثورة الشباب، علي عبد الله صالح، الذي انقلب على المبادرة الخليجية وتحالف مع الحوثيين وإيران ضدّ الرئيس اليمني. اليوم، يستدر عطف الخليج علّه ينجو.
أدّت التطورات العسكرية الأخيرة في اليمن، إلى إصدار حزب "المؤتمر الشعبي"، بقيادة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بياناً رفض فيه "العدوان على اليمن"، لكنه أكد أن "أمن اليمن وأشقائه في الخليج كلّ لا يتجزأ".
يقف الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في خندق الدفاع ، ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين). تماسك قواته سواء الشعبية أو الرسمية، سيمكنه من مواجهة الجماعة وإلحاق خسائر فادحة في صفوفها.
تنتقل تداعيات الصراع السياسي في اليمن من محافظة لأخرى بتناوب عجيب، بحيث لم تكمل السنوات الأربع دورتها منذ ثورة فبراير/شباط 2011، إلا وقد دفعت معظم المدن الرئيسية فاتورة ذلك الصراع من أمنها وسكينتها. الدور الآن بات على مدينة عدن.
يعيش اليمن أجواء متوترة مهددة بالتطور إلى حرب، حيث أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي، أنه سيعمل على رفع علم "الجمهورية اليمنية" في صعدة، بينما دعت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) لـ"التعبئة العامة".
لم يعد جائزاً الكلام عن "الخطر الذي يتهدد اليمن"، إذ بات في قلب الجحيم بالفعل، منذ مذبحة "الجمعة الأسود" أمس، على يد تنظيم "داعش" الذي سجّل توقيعه على مجزرة غير مسبوقة في التاريخ الحديث لليمن.
أثار انتقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى مدينة عدن في 22 فبراير/شباط الماضي، من دون طواقم المراسيم الرئاسية، ومرافق الرئاسة التي كانت في صنعاء، انتقادات بعض الناشطين الذين تداولوا صوراً اعتبروها لا تليق بقصور الرئاسة.
في اليمن لا يمكن استبعاد أي سيناريو، في ظل الصراع على السلطة بين الثلاثي هادي وصالح والحوثيين. ولمّا كان الأخيران قد اجتمعا ضد الأول قبل استقالته، ثم تنازعا عند الاستقالة، فإنهما عادا والتقيا بعد انتقاله إلى عدن وعودته رئيساً منها.
تخوض القوى السياسية اليمنية، نقاشات حادة، للخروج بحلّ للأزمة، تدور حول محور شرعية الرئيس هادي، وإعادته من عدن لصنعاء. وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن "اللقاء المشترك" اقترح الاعتراف بشرعية هادي كرئيس، وتشكيل مجلس رئاسي. ولا يظهر أنّ المقترح يلقى اعتراضاً.