"الجهاديون" يُقلقون إسرائيل أكثر من خطر حزب الله و"حماس"

18 ديسمبر 2014
إسرائيل تخشى أن يتحول حدث محلي لمواجهة واسعة(ليون مزراهي/getty)
+ الخط -
في الوقت الذي كانت مظاهر الرضا بادية على وجوه أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، عندما علموا خلال لقائهم يوم الأحد من الأسبوع الماضي مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال هرتسي هليفي، أنّ غارات إسرائيلية استهدفت مواقع داخل سورية، فأنّ الأخير بدا قلقاً بشكل خاص.

فقد أبلغ هليفي أعضاء اللجنة أنّه على الرغم من الهدوء الذي يسود الحدود مع سورية، فإنّ هناك احتمالاً كبيراً أن تنفجر الأوضاع في كل لحظة وبدون مقدّمات. ونقل موقع "دفاع إسرائيل" (إسرائيل ديفنس) في اليوم التالي للعدوان الإسرائيلي، عن هليفي قوله للنواب "إن هناك ما يبعث على القلق بسبب احتمال أن تنفجر الأوضاع في كل لحظة جرّاء وقوع أي حادث بين الجيش الإسرائيلي وإحدى الحركات الجهادية العاملة في الجولان"، محذراً من أن حادثاً "محلياً" يمكن أن يتحول إلى مواجهة واسعة.

لم تتوقف تحذيرات هليفي، المسؤول عن تقديم التقديرات الإستراتيجية لصنّاع القرار في تل أبيب، عند لقائه مع النواب الإسرائيليين؛ فقد أوضح خلال مشاركته أول من أمس، في توزيع جوائز على ضباط "متفوقين"، أنّ خارطة التهديدات التي تمثلها الحركات الجهادية تتسع باضطراد. ونقل موقع "عروتس شيفع" عن هليفي قوله إنّ "الحركات الجهادية باتت تسيطر على أجزاء واسعة من الدول، وتمتلك قدرات عسكرية جدّية جداً. صحيح أنه ليس بوسعها احتلال دولة إسرائيل، لكن بإمكانها أن تنغّص الحياة في هذه الدولة، وهذا ما يحتّم علينا الحصول على معلومات استخبارية مسبقة والرد على التهديد في الوقت المناسب".

وعلى الرغم من أن هليفي لم يوضح ما يقصده، فإنه يتبين من تحذيراته أن مصدر القلق الإسرائيلي لا ينحصر في سورية، بل يتعداها إلى مناطق بعيدة عن الحدود. فعلى سبيل المثال ما يحدث في ليبيا مقلق جداً للإسرائيليين. وحسب المزاعم الإسرائيلية، فإن الكثير من السلاح الذي يملكه الجهاديون في سيناء وحركة "حماس" في غزّة مصدره ليبيا.


ويتضح من خلال الجدل الدائر في تل أبيب أنّ فرص اندلاع مواجهة مع الجهاديين على المدى المتوسط والبعيد أكبر من فرص اندلاع مواجهة مع حزب الله. ومما يفاقم من المخاوف لدى الإسرائيليين الانطباعات التي ينقلها كبار جنرالات الجيش الأميركي لإسرائيل، والتي تعكس تشاؤماً إزاء  فرص النجاح في تحقيق حسم في مواجهة هذه الحركات. وقد أولت النخب الإسرائيلية اهتماماً واضحاً بالتقييمات التي قدمها الجنرال كرييغ فرنكلين، الذي تولى مواقع قيادية مهمة في الجيش الأميركي، ويزور إسرائيل حالياً، حول نتائج المواجهة مع تنظيم "الدولة الإسلامية".

ففي مقابلة أجرتها معه صحيفة "يسرائيل هيوم"، ونشرتها الأحد الماضي، يجزم فرنلكين أن كل الدلائل تؤكّد أنّه يستحيل إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش". ويشدّد على أنّ الأخير بإمكانه أن يبرز في أي مكان في العالم باسم آخر، في حال تعرض لضربة قوية. ويشدد على ضرورة أن يتم تصميم المواجهة ضد التنظيمات الجهادية بشكل لا يسمح بتوحدها، معتبراً أن أي سيناريو يفضي إلى توحدها يعني أن المواجهة ستكون مكلفة جداً.

تكتسب تقييمات فنركلين أهمية خاصة لأنه سبق أن شغل مهام قائد سلاح الجو الأميركي الثالث، وعمل في أفغانستان والعراق، علاوة على قيادته وحدات نخبوية في الجيش الأميركي. ويشكك فرنلكين في قدرة التحالف على تحقيق إستراتيجية الرئيس باراك أوباما لمواجهة داعش التي تقوم على مبدأ (التحطيم والهزيمة).

في المقابل، فإن المراقبين في تل أبيب يرون أنه لا يوجد حماس لدى كل من إسرائيل وحزب الله باندلاع مواجهة في الشمال. ويوضح المعلق العسكري في صحيفة "ميكور ريشون"، عمير رايبوبورت، أنّه على الرغم من الهجمات التي تستهدف مواقع في سورية وتُنسب إلى إسرائيل، فإنّ الأخيرة تحرص على تقليص فرص اندلاع مواجهة مع حزب الله. ويقول إن حرص إسرائيل على الحفاظ على الهدوء مع الجبهة اللبنانية، جعلها تتوقف عن تنفيذ هجمات ضد حزب الله على الأراضي اللبنانية، وذلك لسحب الذرائع من الحزب لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.

وفي السياق نفسه، ينسب المعلق العسكري، يواف ليمور، في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" الأحد الماضي لمصادر عسكرية، تقديرها بأن حزب الله غير معني بمواجهة مع إسرائيل، سيما في ظل تورطه العميق في الاقتتال الداخلي في سورية.

غير أن كبير المعلقين في صحيفة "معاريف"، بن كاسبيت، يرى أنّ السبب الرئيس وراء انضباط حزب الله هو إيران، مشيراً إلى أن الإيرانيين غير معنيين بتفجير الأوضاع على الجبهة الشمالية، ويرون أن إمكانيات حزب الله وقدراته يجب أن تُوظف فقط في حال تعرضت المنشآت النووية الإيرانية لهجوم إسرائيلي.