الأنبار تتظاهر ضد "الحشد الشعبي": كفوا عن قتل أبنائنا

08 فبراير 2015
دعا المتظاهرون إلى إخلاء الأنبار من العناصر الغريبة(فرانس برس)
+ الخط -

تظاهر المئات من أبناء عشائر "الدليم" في مدينة الرمادي، بمحافظة الأنبار، صباح اليوم، احتجاجاً على مقتل اثنين من أبناء المحافظة، من قبل عناصر في مليشيات "الحشد الشعبي"، وذلك في أول تظاهرات صريحة تخرج في العراق، تنديداً بجرائم هذه المليشيات.

وتجمع المتظاهرون في منطقة قريبة من مقر قيادة العمليات، مطالبين بتسليم الجناة للعدالة، وخروج "الحشد الشعبي" من المحافظة، ملوحين بالتخلي عن قتال تنظيم "الدولة الإسلامية، وعدم التعاون مع القوات الأمنية، إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم، حسب ما أكد ضابط في قيادة عمليات الأنبار لـ"العربي الجديد".

كما تظاهر المئات من أهالي عامرية الفلوجة، احتجاجاً على الحادثة التي وصفوها بـ"الجريمة المروعة". وقال متظاهرون لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الجريمة تمثل دليلاً واضحاً على تمادي المليشيات في محافظة الأنبار، بعد سكوت الحكومتين المحلية والمركزية على احتلالها جنوب المحافظة"، داعين إلى "إخلاء مدن الأنبار من العناصر المسلحة الغريبة، وإسناد مهمة قتال الجماعات الإرهابية إلى عشائر المحافظة".

وقال مسؤول محلي في محافظة الأنبار لـ"العربي الجديد"، إنّ "أهالي وعشائر الأنبار غاضبون جداً من جريمة الحشد الشعبي، وتسود المحافظة حالة غليان وغضب كبير من قبل العشائر تجاه الحشد"، لافتاً إلى أنّ "أبناء العشائر يرفضون بقاء الحشد في محافظتهم حتى ليوم واحد".

وأضاف أنّ "شيوخ ووجهاء المحافظة يحاولون تدارك الموقف، وطالبوا بإخراج الحشد من المحافظة بشكل نهائي، خشية من عدم سكوت أبناء العشائر الغاضبين".

من جهته، قال الشيخ غانم العيفان أحد شيوخ المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "شيوخ المحافظة التقوا بقائد عمليات الأنبار ومسؤولي المحافظة، وطالبوا بإخراج الحشد الشعبي فوراً خشية من العواقب".

وأوضح أنّ "قائد العمليات بعث ببرقية عاجلة الى رئاسة الوزراء، لتوجيه أمر بإخراجهم"، وأضاف أنّ "قائد العمليات وعد بإخراجهم من المحافظة، وطالب العشائر بتهدئة الوضع".

وأشار الشيخ إلى أنّ "أبناء العشائر وجدوا أنفسهم بين كماشة داعش والحشد الشعبي، وهم يحاولون تحرير أراضيهم"، مؤكّدا أنّ "الحشد لم يحقق شيئاً في المحافظة ولم يكن له دور كبير في القتال، وأنّ جريمته الأخيرة يجب تداركها من قبل القضاء قبل أن تتفاقم".

وطالب الشيخ، القضاء بـ"إصدار حكم عادل بحق المجرمين، وعدم تسييس القضية على حساب الشارع العراقي".

وأقدمت مليشيا "الحشد الشعبي" أول أمس، على ذبح اثنين من أبناء محافظة الأنبار داخل مقرّ عسكري تتخذه المليشيات مقرّاً لها، ليبلغ عدد العراقيين الذين جرى إعدامهم نحراً من قبل المليشيات خلال الشهر الجاري، تسعة مواطنين في ديالى وصلاح الدين والأنبار، بحسب تقارير طبية عراقية.

وفي هذا السياق، أكد مصدر مطلع في محافظة الأنبار، إلقاء القبض على عدد من منفذي الجريمة، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "شهادات بعض عناصر الأمن القريبين من الحادث قادت إلى الوصول للجناة"، فيما نقلت وسائل إعلام عراقية عن محافظ الأنبار قوله إن القوات الأمنية ألقت القبض على أحد منفذي الجريمة.

من جانبه، وصف رئيس كتلة الحل البرلمانية النائب عن محافظة الأنبار، محمد الكربولي، ما حدث بأنه "جريمة ضد الإنسانية، وناقوس الخطر لإشعال الفتنة الطائفية"، محذراً من "انفجار الأوضاع، نتيجة تلك التصرفات التي ستزيد حجم الاحتقان، وتفسح المجال أمام التنظيمات المتطرفة للتمدد".

وانتقد الكربولي الصمت "غير المبرر" من قبل القوى السياسية تجاه إساءات مليشيات "الحشد الشعبي" ضد المدنيين في الأنبار وديالى وبابل وصلاح الدين، داعياً القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى سحب المليشيات من الأنبار بعد تهيئة 4000 متطوع من أبناء العشائر لتحريرها.

وكان العبادي قد أمر، السبت، بالتحقيق في مقتل شخصين بطريقة بشعة وسط مدينة الرمادي، مشيراً، في بيان، إلى أن "الحادثة تهدف إلى خلق الفتنة الطائفية وإشغال المواطنين والقوات الأمنية عن قتال الجماعات الإرهابية"، كما عقد مجلس محافظة الأنبار جلسة طارئة لمناقشة المسألة.

المساهمون