العراق: حكومة العبادي مهدّدة بسحب الثقة

23 فبراير 2015
فشل اجتماع اتحاد القوى العراقية بالعبادي (Getty)
+ الخط -
لم يطل أمل الكتل السياسيّة في تحقيق الوعود والاتفاقات التي أبرموها مع رئيس الوزراء، حيدر العبادي، إذ سرعان ما تلاشى ذلك بعد تراجع الأخير عن تحقيق تلك الاتفاقات، الأمر الذي قد يضع الحكومة والعمليّة السياسيّة على مفترق طرق.

اجتماع اتحاد القوى العراقية (السنيّة) مع العبادي، الذي عقد ليل أمس الأحد، أظهر فشله، واتهم الاتحاد رئيس الحكومة بالتمرّد على الاتفاق السياسي، ملوّحاً بسحب الثقة من حكومته.

وأوضح النائب عن الاتحاد، محمد الكربولي لـ"العربي الجديد"، أنّ "نتائج الاجتماع مع العبادي خيّبت آمال الكتل السنّية، إذ إنّنا لم نحصل منه إلّا على مزيد من الوعود دون أيّ نتائج".


وأكّد أنّ "عدم تحقيق بنود الاتفاق السياسي، ومطالب السنّة، وعدم تنفيذ الالتزامات، أمر لا يمكننا السكوت عنه، ويدفعنا الى إعادة النظر في شركائنا السياسيين في البرلمان والحكومة".

ولوّح الكربولي بـ"احتماﻻت كثيرة قد يقدم عليها الاتحاد، ومنها سحب الثقة عن الحكومة"، كاشفاً عن "مساومة بعض القوى السنيّة على الحقوق مقابل مكاسب شخصية"، مهدّداً إيّاهم "بـفضحهم وإعلان أسمائهم أمام الملأ".

بدوره، رأى الخبير السياسي، عبد الغني المعموري، في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أنّ "حكومة العبادي بدأت تخرج عن مسارها الحقيقي، وعلى ما يبدو فإنّ العمليّة السياسية ستمرّ بمخاضات عسيرة، في ظل التملّص من تحقيق الوعود والاتفاقيّات".

كما استغرب من "اتجاه العبادي بنقض الوعود مع الكرد والسنّة في آنٍ واحد"، مشيراً الى أنّ "ذلك يؤكّد استناد العبادي الى قوة خارجيّة مؤثّرة على الساحة السياسيّة العراقية، تستطيع تحقيق الدعم المطلوب لحكومة العبادي، حتى في حال تخلّت عنه الكتلتان".

واعتبر المعموري أنّ "مطالب الكرد ماليّة، وفي حال كانت صعبة المنال، فللعبادي عذره بسبب الأزمة الاقتصاديّة، أمّا مطالب السنّة فهي مطالب تكمن في حظر المليشيات وتعديل قانوني حظر البعث والحرس الوطني، وتحقيقها يصب في صالح الوضع العراقي"، لافتاً الى أنّه "من المفترض أنّ يحقق العبادي جزءاً من تلك المطالب وكسب الشارع السنّي".

كذلك، حذّر الخبير السياسي من أن "تؤدي هذه السياسات الى انزلاق العراق، الى أزمات سياسيّة متعاقبة تضاف الى أزماته الأمنيّة".

اقرأ أيضاً:العراق: الأكراد نحو المقاطعة
من جهةٍ أخرى، يتوجّه الشارع السياسي الكردي، فضلاً عن غرفة القرار في أربيل، إلى حسم العلاقة بين إقليم كردستان والحكومة العراقية خلال الأسبوع الحالي، إذ يتوقع أن يعقد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، اجتماعات مع قادة الأحزاب السياسية والبرلمان في الإقليم وممثلي الإقليم في البرلمان والحكومة المركزيين، بهدف اتخاذ موقف يرجح أن يكون بالمقاطعة مع حكومة بغداد.
اقرأ أيضاً:العراق: العبادي يخسر ثقة الأكراد

المساهمون