03 مارس 2022
9125 يوماً في معتقل أوسلو
25 سنة، وبشكل أدق 9125 يوماً، مرّت منذ توقيع "اتفاق أوسلو" بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، ولا يزال كل يوم من هذه الأيام يُؤكد أن "أوسلو" لم تكن سوى وصفةٍ للخراب بالنسبة للفلسطينيين، وفرضٍ لواقع الاحتلال، وتطبيع كيانه على الأرض، وفي العقول والقلوب. من دون الخوض في تفاصيل إخفاقات، أو "إنجازات" أوسلو، على الأقل بالنسبة لبعض الأطراف الفلسطينية، يكفي الاستدلال على عبث الـ 25 سنة المهدورة بما كشفه وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، في كتابه الجديد، الصادر الثلاثاء الماضي، بعنوان "كل يوم هو إضافي"، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سعى، في"الاجتماع السّري" في مدينة العقبة جنوب الأردن وبعده، في يناير/ كانون الثاني 2016، إلى كسب مزيد من تطبيع الدول العربية، وخصوصا الخليجية، لا سيما السعودية، مع إسرائيل. ولا يخصّ ما كشفه كيري الأداء السياسي لبنيامين نتنياهو، أو أسلافه من حكام إسرائيل، فكسب الوقت لفرض إسرائيل على الأرض، وتطبيع وجودها في محيطها العربي، يقع في مقدمة أولويات الدبلوماسية الإسرائيلية للعام 2019، بحسب كشف آخر، ورد هذه المرة في وثيقة صادرة حديثاً عن وزارة الخارجية الإسرائيلية.
9125 يوماً، و"كل يوم هو إضافي"، بالنسبة لإسرائيل لتحقيق المزيد من الاحتلال والاستيطان والتهويد، والأهم تطبيع وجودها "اللاشرعي"، وتكريس وجودها في المنطقة من عدوّ محتل، إلى صديقٍ بارد، إلى حليفٍ استراتيجي. وبينما لا يزال الطرف الفلسطيني يتخبّط في حقل من قنابل الغاز السياسي المُعمي للعيون، ويتمسّك بما تبقى من جثة أوسلو، تبدو إسرائيل، طبقاً لما أورده كتاب كيري، غير مكترثة بهذا الإرث، إلا من باب ما يحفظ أمنها، ويُجرّد الفلسطيني من كل أدوات المقاومة والصمود. ولا تبدو إسرائيل مشغولةً بالتوصل إلى حلّ مع الفلسطينيين، بقدر اهتمامها بملفاتٍ أخرى، تتصدّرها مواجهة إيران في الحلبة الدولية، "بالتعاون مع شركاء في المنطقة والعالم"، كما جاء في وثيقة وزارة الخارجية الإسرائيلية، عن "أولويات السياسة الخارجية للعام 2019".
25 سنة رمت الفلسطيني في كومةٍ من الخيطان المتشابكة، لا يكاد يفكّ بعض عُقدها حتى يقع فيما هو أعقد تشابكاً. والمثير في كل هذه السنوات تمسّك بعض فلسطيني بعقدة أو عقيدة "أوسلو"، علما أن قياداتٍ فلسطينية كثيرة، سبق لها نعي (أو دفن) هذه الاتفاقية التي لم تنفذ إسرائيل منها إلا ما يخدم أمنها ومصالحها. القيادات الفلسطينية التي اجتمعت في رام الله أخيرا لم تستطع الخروج بأي قرار عملي، تنفيذي، بخصوص "أوسلو"، واكتفت بإجترار مواقف سابقة غير مُقنعة، بل إن الرئيس الفلسطيني الذي هدد أكثر من 70 مرة (العدد محسوب بدقة) بوقف التنسيق الأمني، لا يزال يلهث وراء قنابل الصوت الاختبارية التي تطلقها جهاتٌ إسرائيليةٌ وأميركيةٌ لكسب مزيد من الوقت على طريق تحقيق الاستراتيجيات الإسرائيلية، وتمكين إسرائيل من كامل الأرض الفلسطينية، بعد إفراغها بالمصادرة والهدم والسطو المُغطّى بقرارات محاكم "العدل" الإسرائيلية، ما رفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس من 260 ألف مستوطن في العام 1993 إلى أكثر من 700 ألف مستوطن في العام الحالي، يقطنون في أكثر من 196 مستوطنة مرخصة من الحكومة الإسرائيلية، وما يزيد عن مائتي بؤرة استيطانية غير مرخّصة.
9125 يوماً من الوهم، أهدرت ما يزيد عن 80% من فلسطين التاريخية، وبدّدت طاقات فلسطينية كثيرة. لم يحصد الفلسطيني من هذا النبت الشيطاني إلا علقم الانقسام، ومرارة الصراع على فتاتٍ مقيت من السلطة والامتيازات البالية، بينما جنت إسرائيل ثمار التطبيع ورفع العلم الإسرائيلي في مزيد من العواصم العربية. ألم يحن الوقت لوقف لعبة "كسب الوقت" الإسرائيلية، وإجراء مراجعة فلسطينية شاملة، تُحرّر الشعب الفلسطيني من معتقل أوسلو، وتمنع سقوط من نجوا من "أوسلو1" في حبائل شيطان أوسلو جديدة أو ما هو أسوأ.
9125 يوماً، و"كل يوم هو إضافي"، بالنسبة لإسرائيل لتحقيق المزيد من الاحتلال والاستيطان والتهويد، والأهم تطبيع وجودها "اللاشرعي"، وتكريس وجودها في المنطقة من عدوّ محتل، إلى صديقٍ بارد، إلى حليفٍ استراتيجي. وبينما لا يزال الطرف الفلسطيني يتخبّط في حقل من قنابل الغاز السياسي المُعمي للعيون، ويتمسّك بما تبقى من جثة أوسلو، تبدو إسرائيل، طبقاً لما أورده كتاب كيري، غير مكترثة بهذا الإرث، إلا من باب ما يحفظ أمنها، ويُجرّد الفلسطيني من كل أدوات المقاومة والصمود. ولا تبدو إسرائيل مشغولةً بالتوصل إلى حلّ مع الفلسطينيين، بقدر اهتمامها بملفاتٍ أخرى، تتصدّرها مواجهة إيران في الحلبة الدولية، "بالتعاون مع شركاء في المنطقة والعالم"، كما جاء في وثيقة وزارة الخارجية الإسرائيلية، عن "أولويات السياسة الخارجية للعام 2019".
25 سنة رمت الفلسطيني في كومةٍ من الخيطان المتشابكة، لا يكاد يفكّ بعض عُقدها حتى يقع فيما هو أعقد تشابكاً. والمثير في كل هذه السنوات تمسّك بعض فلسطيني بعقدة أو عقيدة "أوسلو"، علما أن قياداتٍ فلسطينية كثيرة، سبق لها نعي (أو دفن) هذه الاتفاقية التي لم تنفذ إسرائيل منها إلا ما يخدم أمنها ومصالحها. القيادات الفلسطينية التي اجتمعت في رام الله أخيرا لم تستطع الخروج بأي قرار عملي، تنفيذي، بخصوص "أوسلو"، واكتفت بإجترار مواقف سابقة غير مُقنعة، بل إن الرئيس الفلسطيني الذي هدد أكثر من 70 مرة (العدد محسوب بدقة) بوقف التنسيق الأمني، لا يزال يلهث وراء قنابل الصوت الاختبارية التي تطلقها جهاتٌ إسرائيليةٌ وأميركيةٌ لكسب مزيد من الوقت على طريق تحقيق الاستراتيجيات الإسرائيلية، وتمكين إسرائيل من كامل الأرض الفلسطينية، بعد إفراغها بالمصادرة والهدم والسطو المُغطّى بقرارات محاكم "العدل" الإسرائيلية، ما رفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس من 260 ألف مستوطن في العام 1993 إلى أكثر من 700 ألف مستوطن في العام الحالي، يقطنون في أكثر من 196 مستوطنة مرخصة من الحكومة الإسرائيلية، وما يزيد عن مائتي بؤرة استيطانية غير مرخّصة.
9125 يوماً من الوهم، أهدرت ما يزيد عن 80% من فلسطين التاريخية، وبدّدت طاقات فلسطينية كثيرة. لم يحصد الفلسطيني من هذا النبت الشيطاني إلا علقم الانقسام، ومرارة الصراع على فتاتٍ مقيت من السلطة والامتيازات البالية، بينما جنت إسرائيل ثمار التطبيع ورفع العلم الإسرائيلي في مزيد من العواصم العربية. ألم يحن الوقت لوقف لعبة "كسب الوقت" الإسرائيلية، وإجراء مراجعة فلسطينية شاملة، تُحرّر الشعب الفلسطيني من معتقل أوسلو، وتمنع سقوط من نجوا من "أوسلو1" في حبائل شيطان أوسلو جديدة أو ما هو أسوأ.