"تمييز إيجابي" بجامعات تونس: 8% من مقاعد الطب والهندسة لأبناء المناطق الداخلية

22 يونيو 2018
خطوات وقرارات لإصلاح جامعات تونس (Getty)
+ الخط -
أكّد رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، أنه سيتم تخصيص 8 في المائة من المقاعد الجامعية في تخصصات الطب والهندسة لأبناء المناطق الداخلية، وذلك في إطار تفعيل مبدأ التمييز الإيجابي في التوجيه الجامعي انطلاقا من السنة الجامعية المقبلة، بالإضافة إلى إحداث منحة مالية للناجحين الجدد في البكالوريا لإعانة العائلات متوسطة وضعيفة الدخل، إلى جانب العديد من القرارات الجديدة الأخرى.

ولاقت هذه القرارات استحسان البعض، في حين رفضتها جهات نقابية مطالبة بإصلاحات جوهرية وقرارات أعمق وأشمل.

وأعلنت رئاسة الحكومة أنها ستخصص 500 دينار لكل ناجح جديد لمساعدته على مجابهة أعباء الدخول في الحياة الجامعية، والرفع من الطاقة الاستيعابية للمطاعم والمبيتات الجامعية، وتفعيل مبدأ التمييز الإيجابي في التوجيه الجامعي باتخاذ إجراءات جديدة لأصحاب المواهب والمهارات الاستثنائية خاصة في مجالات التكنولوجيات الحديثة.

وأضافت أنه سيتم الرفع من طاقة الإيواء في المبيتات الجامعية بـ1500 سرير جديد، وكذا طاقة الإطعام بحوالى 15000 وجبة يومية إضافية، وذلك عبر فتح مطاعم جديدة أو إعادة فتح مطاعم بكل من: سيدي بوزيد، القيروان، سوسة، القصرين، أريانة، قرطاج، سيدي ثابت.

وأكدت افتتاح 13 ملعبا رياضيا معشبا جديدا، 8 في بداية السنة الجامعية بكل من قابس، تطاوين، صفاقس، القصرين، سبيطلة، سيدي بوزيد، المهدية، سوسة و5 خلال السنة الجامعية بنابل والكاف ومنوبة وقفصة وتوزر، ودعم الأنشطة الثقافية (مركبات ثقافية، مهرجانات دولية ومحلية).

وأضافت أنه سيتم اعتماد إجراءات جديدة خاصة بالتخصصات التي تتطلّب مهارات، على غرار التكنولوجيات الحديثة والموسيقى والمسرح والتصميم والفنون التشكيلية، إذ سيتمّ توجيه المترشحين الذين سيتقدمون بوثائق وشهادات تفيد بتألّقهم في مجال إبداعي إلى هذه التخصصات دون توفّر مجموع النقاط.

وفيما يتعلق بالطلاب الأجانب، سيتم إحداث الوكالة الوطنية للإعلام والخدمات الموجهة لهم، وتحسين خدمات المرافقة والاستقبال والاتصال.

وسيتم اعتماد أمر حكومي جديد لتنظيم ودعم التكوين المستمر الجامعي، وذلك بدعم وتطوير المعارف والمهارات والكفاءات لدى الراغبين في مواصلة التكوين، بالإضافة إلى تعزيز التشغيل وتيسير الاندماج المهني للمتكونين، وخلق فرص لتطوير مساراتهم المهنية ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية.

وأكدت طالبة بالسنة الثانية علوم تجريبية من محافظة قابس، أن مختلف هذه الإجراءات جيدة وخاصة بالنسبة للناجحين الجدد، مثمنة قرار المنح الجامعية باعتباره سيساعد العديد من الطلاب الجدد، مضيفة لـ"العربي الجديد" أنّ  قرار الرفع من عدد الأسّرة وطاقة الإطعام بالمطاعم الجامعية ستمكن الطلاب من مواجهة غلاء المعيشة وعناء البحث عن مبيت جامعي. 

من جهته، قال كاتب عام الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين بوجرة لـ"العربي الجديد"، إنّهم كانوا يأملون الالتزام بالبرنامج الإصلاحي الذي تم اقتراحه على وزارة التعليم العالي ووقعت عليه الحكومة منذ 2015 ، مبينا أنّ الحديث عن تخصصات وتمييز إيجابي لا يستقيم.

وبيّن أنه سبق تقديم جملة من الإصلاحات إلى وزارة التعليم العالي، لكن لم يفعل منها أي إجراء رغم أنها تنصف الجميع، مشيرا إلى أن التمييز الإيجابي يجب أن يكون على مستوى الاعتمادات المالية.

وأشار إلى أن من بين مقترحاتهم الإصلاحية، إنصاف الأساتذة الجامعيين العاملين في المناطق الداخلية، بتخصيص حوافز للنقل لكي لا يتحملوا بمفردهم نفقاتها، مبينا أنهم طالبوا بالرفع من المنح لكافة الطلبة للحد من ظاهرة التغيب، خاصة أن العديد منهم غير قادر على دفع تكاليف السكن والمنحة الحالية لم تعد تفي بأي نفقات في ظل غلاء المعيشة ومتطلبات الحياة.

وأوضح أنهم كانوا يأملون طرح موضوع التوجيه الجامعي بعمق أكثر عن طريق إصلاح حقيقي وليس بهذه الطريقة، والسماح  للجامعة بالتدخل في التوجيه حسب حاجياتها واختصاصاتها، والحد من الصلاحيات المفرطة للوزارة واستقلالية الجامعات ليتمكن الجامعيون من تطوير الجامعة.


 
واعتبر  الاتحاد  العام لطلبة تونس أن قرار رئيس الحكومة تفعيل ''مبدأ  التمييز الإيجابي في التوجيه الجامعي'' عبر تخصيص نسبة 8 في المائة من المقاعد في تخصصات الطب 

والهندسة لأبناء المناطق الداخلية، إنما هو قرار شعبوي الهدف منه التسويق لبطولة شخصية زائفة على حساب مصلحة الجامعة والوطن.

وأكد أن هذا القرار يعدّ تدخلا سافرا في الشأن الجامعي، ومحاولة واضحة لضرب الكفاءة ومصداقية الشهادات العلمية وتبخيس بعض الشعب، وبالتالي المزيد من تخريب الجامعة التونسية عموما، وفق نصّ البيان.

المساهمون