8 أسباب تقود المشاريع إلى هاوية الفشل

08 ابريل 2015
الفشل تكون له أسباب شائعة يُدركها خبراء التمويل(العربي الجديد)
+ الخط -
ثمانية من كل عشرة من رواد الأعمال يفشلون في الشهور الأولى من بدء مشاريعهم. حقيقة توصلت إليها وكالة "بلومبرغ" الأميركية عند إجراء استطلاع رأي بين رواد الأعمال. تنخفض نسبة الفشل إلى 50% عندما يطول عمر المشروع إلى خمس سنوات.

هذا الفشل تكون له أسباب شائعة يُدركها خبراء التمويل وإدارة المشاريع جيداً، ويستوعبها أيضاً رواد الأعمال في الأغلب ولكن بعد الفشل. وفي محاولة لمساعدة أصحاب الأعمال على الابتعاد بمشاريعهم عن حافة الإخفاق، ترصد "العربي الجديد" أبرز ثمانية أسباب لفشل المشاريع.


حجم السوق
قد يخطر ببال رواد الأعمال أن تميُز الفكرة كفيل بنجاحها، لكنّ هناك أبعاداً أخرى، إن لم تحققها الفكرة ستبوء بالفشل برغم تفردها، أبرزها ضآلة فرص النمو. يقول الشريك في شركة "سواري فينتشرز" لتمويل المشاريع في الدول العربية، وائل أمين، "أستقبل أفكار خدمات وسلع رائعة، ولكنها غير قابلة للتنفيذ بسبب قلة زبائنها، مثل تصنيع جهاز للغواصين ينبههم عند الخروج من المياه بشكل مفاجئ، فالفكرة جيدة، ولكن عدد الغواصين في الشرق الأوسط محدود للغاية".

غياب التكامل
بعد قيام فريق عمل مكون من مجموعة من التقنيين، بتصميم وتطبيق تكنولوجي مذهل، يكتشفون أن قدراتهم التسويقية منخفضة إلى درجة لا تسمح بإقناع الزبائن بأهمية البرنامج رغم جاذبيته. هذه ملخص قصة واقعية يسردها وائل أمين بالقول إن بعض رواد الأعمال يفضلون تأسيس المشروع بمفردهم، ظناً أن بإمكانهم قيادة الفكرة إلى بر الأمان، ولكن في الحقيقة يكون مصيرها الفشل. أما بعضهم الآخر فيركز على تكوين فريق عمل من نفس التخصص من دون التفكير في ضم خبرات متنوعة، وتحديداً في مجال التسويق لتحقيق تكامل بين المهارات.

ويشير إلى أن هناك أخطاء تسويقية شائعة، في مقدمتها تأجيل وضع استراتيجية للتسويق لحين الانتهاء من تصنيع المُنتج، ما يضعهم في مأزق إهدار الموارد، لأن هناك احتمالات مرتفعة بعدم ترحيب الزبائن بالمنتج ذاته أو مواصفاته. لذا من الضروري فتح حوار مباشر مع العملاء المُحتملين قبل تنفيذ المنتج.

المنافسة الشرسة
ينبهر عادة رواد الأعمال بجاذبية فكرة مشروعهم، وحجم الطلب الهائل الذي يشهده مجال المشروع، ولكنهم يغفلون طبيعة ومستوى المنافسة. "ولعل أبرز أنواع المنافسة التي تجهض أحلام رواد الأعمال هي المنافسة السعرية مع الكيانات العملاقة مثل مايكروسوفت في مجال التقنيات" من وجهة نظر جاسم حسين خبير إدارة المشاريع في البحرين.


صراع الإدارة
"غياب إطار واضح للمهام الإدارية يتسبب في سرعة ظهور الصراع على السطح في الأشهر الأولى من العمل" هذه هي الآفة الأقوى التي تُفكك المشاريع سريعاً من وجهة نظر حسين. بل إنه يرى أيضاً أن الصراع الإداري قد ينشأ بسبب نقص المهارات الإدارية التي تدفع أصحاب الأعمال إلى التفرغ لحل المشكلات بين الموظفين من دون القدرة على خلق روابط قوية تمكنهم من توظيف المهارات بصورة صحيحة.

النجاح الزائف
حين ينجح رائد الأعمال في إقناع جهات التمويل مثل المصارف أو صناديق رأس المال، يظن أنه ضمن للمشروع النجاح، ليكون ذلك بداية الوقوع في فخ المصروفات. يلفت خبير إدارة المشروعات جاسم حسين الانتباه إلى أن رواد الأعمال ينفقون أكثر من 50% من الأموال على توفير مقر مُكلف وشراء الكثير من الأجهزة وتعيين عدد كبير من الموظفين وتنفيذ خطط التسويق من دون الامتثال إلى نصائح المُمول، ثم يفاجأون بعد ذلك بالحاجة إلى مخصصات أكثر لتطوير المنتج.

الإفراط في التوسع الأُفقي
في الكثير من الأوقات يتملك الخوف أصحاب التجربة الأولى في عالم الأعمال، ما يدفعهم إلى التركيز على أعمال التطوير لفترة طويلة بدلاً من تحقيق النمو. وهو ما يوضحه خبير تمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة الجزائري محمد حميدوش حيث يقول: "إن المُبرمجين قد يهتمون بمضاعفة عدد زوار الموقع الاجتماعي أو الترفيهي الذي صمموه، من دون أن يركزوا على الوقت المناسب لتحويل هؤلاء الزوار إلى زبائن يدرون عائداً".


ويؤكد حميدوش أن المشاريع التي تركز على التوسع الأفقي تنفد أموالها سريعاً، وتفشل عادة في تدبير تمويل ثان لمواجهة متطلبات الشركة. ويشرح أن أغلب المشاريع الناشئة تبدأ برأسمال محدود ما يضع على عاتقها عبء تصميم استراتيجية متكاملة تركز على النمو في العام الأول، ونصب أعينها كيفية تدبير تمويل ثان.

الائتمان الشخصي
في خضم مصروفات المشروع، يلجأ بعض رواد الأعمال إلى التوسع في استخدام بطاقات الائتمان كوسيلة دعم مالية. هذه الخطوة من وجهة نظر حميدوش يتخذها رواد الأعمال ظناً منهم أن المشروع سيحقق ربحاً سريعاً من شأنه تغطية هذه المصروفات، ولكن مع مرور الوقت سيكتشفون تراكم كم من الديون يصعب التخلص منه، ما يضفي أعباءً إضافية على المشروع في مهده.

الاستيلاء على الفكرة
أكثر التحديات قسوة قد يواجهها رواد الأعمال هي تقليد أفكارهم بمجرد نزولها إلى السوق، وربما في بعض الحالات قبل أن ترى النور. وهو الموقف الذي حدث فعلياً مع مؤسس مشروع عربات "بطاطس/زلابيا" علي بدوي، إذ يقول بعد الاتفاق مع ممول تجاري شهير في القاهرة على استئجار مساحة لوضع عربة البطاطس المصممة على الطراز الأوروبي، فوجئت بأنه تم تأجير هذه المساحة سريعاً إلى مشروع مماثل بالضبط.

ويُكمل بدوي كان أمامي خياران، إما البحث عن فكرة أخرى أو تطوير الفكرة نفسها، وتم الاستقرار على الاختيار الثاني بتحويل الفكرة إلى عربة زلابيا، وبالفعل حققت نجاحاً سمح بعد ذلك ببيع البطاطس أيضاً، ليصبح اسم المشروع "بطاطس& زلابيا".

إقرأ أيضا: مركز صناعي خليجي
المساهمون