700 ألف نازح من الأنبار نتيجة العنف

30 مارس 2014
العملية العسكرية تصعب عمليات الإغاثة في الأنبار (getty)
+ الخط -

كشفت الحكومة المحلية في محافظة الأنبار، أمس السبت، عن ارتفاع "مخيف" في أعداد المواطنين الفارين من أعمال العنف من مدن الفلوجة والرمادي والكرمة والقرى والأرياف التابعة لها، فيما اتهمت لجنة حقوق الإنسان الجهات المعنية بالتقصير في إغاثتهم.

وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع الإنساني في الأنبار هو الأسوأ الذي يمر على المحافظة منذ احتلال العراق عام 2003 وحتى الآن".

وأوضح أن أكثر من 700 ألف مواطن هجروا من منازلهم في الفلوجة والرمادي والكرمة وقرى أرياف تابعة لتلك المدن بفعل العمليات العسكرية الجارية في الأنبار، ومحاصرة المدن وعمليات القصف العشوائي للجيش التي تستهدف الأحياء السكنية، التي راح ضحيتها المئات من المدنيين بين قتيل وجريح.

وتشهد محافظة الأنبار، غرب العراق، والتي تمثل ما نسبته 33 في المئة من مساحة العراق، عمليات عسكرية ومعارك شبه يومية بين القوات الأمنية ومسلحين يسيطرون على عدّة مدن كبرى منذ مطلع العام الجاري. وتتهم الحكومة المسلحين بأنهم إرهابيين من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، بينما تصر أطراف قبلية وسياسية سنية على أنها ثورة عشائرية شعبية ضد سياسة نوري المالكي الاقصائية بحق السنة.

وأضاف الكرحوت أن النازحين توزعوا على مدن بغداد وإقليم كردستان وسامراء ونينوى وتكريت وكركوك، وهم يعيشون في ظل أوضاع إنسانية وصحية سيئة، فيما يوجد نحو 100 ألف نازح داخل الأنبار يقيمون في مناطق أعالي الفرات (غرب)، داخل مدارس ومعامل ومؤسسات حكومية ومساجد.

وتوقع الكرحوت أن يرتفع عدد النازحين إلى مليون نسمة حتى منتصف العام الجاري إذا لم تحل الأزمة ولم تتوقف العمليات العسكرية أو الإرهابية.

في المقابل، اتهمت رئيسة لجنة حقوق الإنسان الحكومية في محافظة الأنبار، أسماء العاني، الحكومة الاتحادية بالتقصير في تقديم المساعدات للنازحين. وطالبت رئيس الحكومة، كونه القائد العام للقوات المسلحة، بوقف القصف العشوائي للجيش على المدن.

وقالت العاني، لـ"العربي الجديد"، إن "حكومة المالكي أعلنت في نهاية فبراير/ شباط الماضي عن تخصيص 21 مليار دينار لإغاثة تلك العوائل النازحة، لكن حتى الآن لم يصل سوى 300 ألف دينار نحو (250 دولاراً) ولأقل من 50 في المئة من العوائل النازحة، التي يقيم قسم منها بمباني غير صالحة لسكن الحيوانات".

وكانت دائرة صحة الأنبار قد أعلنت عن حصيلة جديدة لعدد ضحايا أزمة الأنبار، الخميس الماضي، قالت إنها بلغت 433 قتيلاً و1897 جريحاً، جميعهم من المدنيين.

وتؤكد المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في العراق، إليانا نبعه، أن الوضع في الأنبار يحتاج إلى جهد أممي ومساعدة دولية كبيرة ضمن برنامج منظم لإغاثة النازحين وعلاج مئات الجرحى الذين يعانون من جروح خطيرة يصعب علاجها في مستشفيات الأنبار.

وتقول لـ"العربي الجديد": "لدينا مشاكل تتعلق بكيفية إيصال المساعدات نتيجة العمليات العسكرية، التي تصعّب من عملية الوصول إلى مناطق الاشتباكات أو المعارك". وتضيف أن "النازحين خارج المحافظة، البالغ عددهم مئات الآلاف، لا يمكن تغطية احتياجاتهم دون دعم دولي".

المساهمون