6 فوارق بين النسخة الأرجنتينية والهوليوودية

12 ديسمبر 2015
جوليا روبرتس في افتتاح الفيلم (Getty)
+ الخط -
منذ 6 سنوات فاز الفيلم الأرجنتيني The Secret in Their Eyes بأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وصار واحداً من أكثر الأفلام غير الأميركية شعبية خلال العقد، استفاد جداً من الدمج المتوازن بين كونه فيلم إثارة وتحقيق في جريمة قتل، وبين الخط الرومانسي القوي الذي يحرك أبطاله. 


في العام الماضي قررت شركات إنتاج في هوليوود إعادة الفيلم في نسخة أميركية، مع الكاتب والمخرج بيلي راي، وثلاثة نجوم من الأسماء الثقيلة مثل تشويتيل إيجوفور ونيكول كيدمان وجوليا روبرتس. ورغم ذلك فشل الفيلم جماهيرياً ونقدياً مع عرضه، في هذا الموضوع نستعرض ستة فوارق أساسية بين الفيلمين تجعل النسخة الأرجنتينية أفضل كثيراً.

الشغف في مقابل الشغف المفقود: النسخة الأرجنتينة منذ اللحظة الأولى هي فيلم عن (الشغف) ويمكن فهم كل دوافع وتصرفات أبطاله تحت هذا البند، مما يجعلنا على صلة قريبة منهم، جملة الفيلم الأشهر هي أن "الشخص يمكن أن يغير حبيبته أو زوجته أو بيته أو عمله ولكن لا يمكن أن يغير شغفه". في الفيلم الأميركي لم يكن هناك (شغف)، كانت قصة انتقام تقليدية، لا ترتكز على خيط جامع لأبطالها، مع خلفية سياسية مباشرة وغير منطقية أبداً.


 الخط الرومانسي: في الفيلم الأرجنتيني كان الخط الرومانسي هو ما يبدأ به الفيلم، هناك عمل عميق على العلاقة بين البطل والبطلة، وتركيز على لغة العيون أو الإيماءات بين الممثل ريكاردو دارين والممثلة سولديد فيلاميل، في كيمياء أدائية تحمل الفيلم بقوة. في النسخة الأميركية هناك مشكلة كبيرة في أداء وانفعالات وبرود نيكول كيدمان - في واحد من أسوأ أداءاتها على الشاشة -  كذلك تشويتيل إيجوفور، لا يوجد أبداً ملامسة لهذا (الحب) القوي بينهما.


 الزوج في مقابل الأم: في النسخة الأرجنتينة تكون المقتولة هي الزوجة، والباحث عن الانتقام هو الزوج والحبيب. في النسخة الأميركية قرر بيلي راي أن تكون العلاقة هي (أم وابنة) ورغم أن الصلة ربما تكون أمتن، ورغم أن أداء جوليا روبرتس الصادق جداً يمنح الفيلم لحظات قوية للغاية، إلا أن ذلك يفقد في المقابل جزئية مهمة: العلاقة بين (شغف) الزوج بزوجته.. والمحقق بزميلته. في النسخة الأرجنتينة يتكامل الخطين، كما يقول "إيسبوستو" للزوج "موراليس": "محبتك لتلك المرأة لم أرَ مثلها، لم تفارقك أبداً".. وهو في ذلك يتحدث أيضاً عن حبه لـ"آيرين" الذي لم يفارقه، بينما في هوليوود.. كل تلك الصلات مقطوعة تماماً.


الانقلاب العسكري في مقابل هيستيريا 11 سبتمبر: في النسخة الأرجنتينية لا يتم الإشارة الصريحة للوضع السياسي المضطرب في الأرجنتين خلال منتصف السبعينيات، ولكنه في اللحظة المناسبة يحضر بقوة، ويشعر المشاهد أن الأبطال محاصرين فعلاً بواقع غير أخلاقي أكبر منهم. في أميركا جعل المخرج بيلي راي الأحداث تدور عام 2002 على خلفية هيستيريا ما بعد 11 سبتمبر، وهو اختيار ذكي جداً، لكنه لم يستفد منه بالقدر الكافي، لأن محاولة السلطة الأميركية في عصر الإعلام المفتوح الدفاع عن (مخبر سري في أحد الجوامع) يبدو أضعف كثيراً من خلق منطق للأحداث.


دافع البطل للعودة إلى القضية: في الأرجنتين، يعود "إيسوبيتو" للقضية لأنه يقوم بكتابة رواية عن الأحداث، مما يجعله راغباً في الحديث مع الشخصيات التي عاصرت الحكاية من 25 عاماً. أما في أميركا، فالفيلم يحاول إقناعنا أن البطل قضى الـ13 عاماً الأخيرة يبحث في القضية ذاتها، وفتحها من جديد بسبب وجود شبة بين القاتل القديم ومتهم حديث، وهو دافع أضعف بشكل واضح.



مشهد الملعب ليس لقطة واحدة: أشهر لحظة سينمائية في الفيلم الأرجنتيني منذ 6 سنوات هي اللقطة الواحدة المستمرة لـ5 دقائق كاملة للقبض على المجرم في ملعب كرة القدم، يشعر المشاهد أنه يلهث فعلاً في تلك المطاردة المجنونة وسط آلاف المشجعين. كان مشهداً لا يفارق الذاكرة. في الفيلم الأميركي، ورغم التمهيد للحظة ذاتها –في ملعب كرة قدم أميركية- وبدء المشهد بنفس المنظور العالي للملعب قبل الوصول للبطل وصديقه بين الجمهور، إلا أنه يقوم بالقطع بعد ذلك بشكل عادي، تفقد المطاردة قيمتها تماماً، ويصبح السؤال لو لم يكن سيصنعه بنفس الشكل.. فلماذا إذن كان التمهيد للمشهد بنفس طريقة النسخة الأصلية؟

اقرأ أيضاً: بالصور.. الممثلات الأعلى أجراً في هوليوود

دلالات
المساهمون