وذكرت أنّ نحو 500 فتاة، بعضهن دون الـ13 عاماً، سافرن إلى المناطق تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما تشير الدراسة.
وأشارت الدراسة التي أصدرها معهد الحوار الاستراتيجي، والمركز الدولي لدراسات التطرف في كلية كينغز بلندن، أمس الخميس، إلى أنّ "الشابات يلتحقن بما يطلق عليه تنظيم "الدولة الإسلامية" لأسباب عدة، بينها الشعور بالغضب إزاء اضطهاد المسلمين، والرغبة في تكوين صداقات أخوية مع فتيات يحملن نفس المعتقدات".
وتقول إرين سولتمان وميلاني سميث، اللتان أعدتا الدراسة، إنّ على المجتمعات الغربية أن تتفهم تلك الدوافع المختلفة، إذا ما أرادت أن تحول دون انضمام المزيد من النساء للجماعات المسلحة، وربما العودة إلى الديار لارتكاب أعمال إرهابية.
وترى الباحثتان أنّ "النظر إلى تلك الفتيات باعتبارهن مغسولات الأدمغة، ومدربات وبريئات يعوق فهم التهديد الذي يشكلنه". وتقول سميث:"لا يؤخذ ما يفعلنه على محمل الجد، من الخطير للغاية ألا نفرق بين الأشخاص".
وترى الباحثتان أنه رغم أن "عروساً جهادية" يعد تعبيراً مثيراً للاهتمام من وجهة النظر الإعلامية، إلا أن تلك الفتيات اللواتي يسافرن إلى سورية، ينظرن إلى أنفسهن، كما لو كن حاجات يعكفن على تنفيذ مهمة تحويل المنطقة إلى يوتوبيا إسلامية. وترغب العديدات منهن في القتال جنبا إلى جنب مع الرجال غير أن التعاليم المتشددة للإسلام التي يطبقها التنظيم، تختصر أدوارهن على الشؤون المنزلية".
وتعتبر الدراسة أنّ المسؤولية الأساسية للنساء في المناطق التي تخضع لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، تكمن في كونها زوجة صالحة و"أماً للجيل القادم من المجاهدين"، ولكنها تخلص إلى أن النساء يلعبن دوراً ترويجياً حيوياً للتنظيم، عبر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، لاستقطاب المزيد من المجندين.
وتضيف سميث "الترويج أمر خطير. فهو يتمكن من جذب من لديهم القابلية أو المعرضين للخطر لاعتناق الأيدولوجيات المتطرفة، إن تبسيط الصراعات العالمية إلى معركة بين الخير والشر، تمنح الفرصة لأشخاص لكي يصبحوا أبطالا، وتمكين المهمشين والمنعزلين".
إلى ذلك، تشير الدراسة إلى أن الفتيات عادة ما يكنّ معرضات لهذا النوع من الجذب الخطابي لأنهن يتساءلن عن هوياتهن مع نموهن كبالغات. العديد ممن خضعن للدراسة يقلن إنهن شعرن بالعزلة الاجتماعية والثقافية داخل المجتمع الغربي العلماني، ووجدن أن المنطقة الخاضعة لتنظيم الدولة الإسلامية "ملاذ آمن لمن يرغبن في اعتناق الإسلام بشكل كامل وحمايته".
وتذكر الدراسة أنّ نحو 500 فتاة، بعضهن دون الـ13 عاماً، سافرن إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، كما تشير الدراسة.
وقامت الباحثتان بتمشيط حسابات أكثر من مائة امرأة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولإنماء العينة، استخدمتا تقنية "كرة الثلج" لتحديد هويات الفتيات المهاجرات التابعات لتنظيم الدولة الإسلامية. وساعدت الصور والمحادثات الإلكترونية وغيرها من الأمور في تحديد موقع تلك الفتيات الجغرافي سواء في العراق أم سورية.
وتقول الباحثتان إن النساء من خمس عشرة دولة، ويتحدثن غالباً الإنكليزية. وطوال الوقت يتحدثن عن تجربة الزمالة التي مررن بها عقب انتقالهن إلى مناطق تنظيم الدولة الإسلامية، وعادة ما يستخدمن وسائل التواصل الاجتماعي لعرض صور "الأخوات" المحجبات معاً.
وتتابعان "يتناقض ذلك مع محادثاتهن عن المشاعر الزائفة أو العلاقات السطحية التي مررن بها تكراراً في الغرب سابقاً. البحث عن المغزى والأخوة والهوية عامل أساسي يدفع العديد من النساء إلى الرحيل". كما يبحثن أيضا عن الرومانسية في الزواج.
اقرأ أيضاً: نساء متشدّدات.. 700 تونسيّة في "داعش" و"النصرة"