5 أسباب لترقب أداء استثنائي من الباريسي والبافاري في نهائي "التشامبيونزليغ"

23 اغسطس 2020
صراع مرتقب ومثير بين الكبيرين باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ (Getty)
+ الخط -

سيكون اليوم الأحد موعداً ختامياً لأقوى بطولة أوروبية للأندية بمواجهة العملاقين باريس سان جيرمان الفرنسي وبايرن ميونخ الألماني، في نهائي واعد بملعب "النور" بالعاصمة البرتغالية لشبونة، حيث ستتوجه أنظار الملايين من عشاق اللعبة للتعرّف إلى هوية بطل دوري أبطال أوروبا، في صراع من المستوى العالي.

وسيكون الصدام بين الباريسي والبافاري قوياً، ليرجّح كفّة الدوري الأقوى بين بطلي فرنسا وألمانيا، اللذين أكّدا تفوقهما على الصعيد المحلي كما جرت عليه العادة في كل موسم، خلال مباراة ستكون من دون جمهور بسبب تفشي فيروس كورونا.

حضور قوي وجاهزية لمباراة القمّة

وتنتظر جماهير كرة القدم أن تشبع رغبتها عبر الاستمتاع بمباراة قوية، جهّز لها مدربا الفريقين الألمانيان توماس توخيل وهانس فليك كل عوامل النجاح، إذ إن الفريقين في حالة بدنية وفنية عالية تبشّر بفرجة ممتعة على أرضية الميدان.

ونجح باريس سان جيرمان في التتويج بلقب الدوري بعدما ابتعد عن ملاحقه أولمبيك مارسيليا بفارق 12 نقطة، بينما تفوق بايرن ميونخ على غريمه بوروسيا دورتموند بثلاث عشرة نقطة، جعلت الناديين في جاهزية معنوية عالية للدخول في معركة اللقب الأكبر.

وحقّق الناديان مشواراً مميزاً خلال دوري أبطال أوروبا جعلهما يستحقان الوصول إلى المباراة النهائية عن جدارة، فسجّل بايرن ميونخ على سبيل المثال 42 هدفاً خلال 10 مباريات، منها 8 أهداف كاملة ضد برشلونة.

هجوم ناري لضرب شباك المنافس

ويشترك بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان في عدة نقاط إيجابية، منها التألّق الهجومي وامتلاكهما نجوماً عالميين في الخط الأمامي، حيث بيّنت الأرقام دور هؤلاء اللاعبين في تحقيق الانتصارات على المستويين المحلي والأوروبي.

ويتصدّر الهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي قائمة أفضل مهاجمي العالم، حسب أراء المختصين، بعدما سجّل 55 هدفاً في كل المنافسات لهذا الموسم، كما سيزيد الخبير المخضرم، الألماني توماس مولر، من خطورة القاطرة الأمامية "البافارية"، بدعم من مواطنه الشاب الواعد سيرج غنابري، صاحب الأهداف التسعة في دوري أبطال أوروبا، ومفتاح التأهل أمام أولمبيك ليون في نصف النهائي.

من جهة أخرى، لا يقل هجوم الباريسي قوة عن نظيره، بوجود الفنان البرازيلي نيمار دا سيلفا قائداً لجوقة المهاجمين، إذ تستبشر جماهير النادي الفرنسي بالرغبة الكبيرة للبرازيلي في تحقيق اللقب الغائب عنه منذ سنة 2015، ليحقق اللقب المنتظر منذ فترة طويلة.

وسيوظّف المدرب توخيل حماسة النجم الفرنسي كيليان مبابي وسرعته لضرب دفاعات بايرن ميونخ، واستغلال الهجمات المعاكسة التي يتقن إنهاءها بشكل كبير، فضلاً عن وجود راقص "التانغو" الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، وقدرته على تجسيد أنصاف الفرص في مساحات ضيقة.

ضعف دفاعي نقمة على الفريق ونعمة للجمهور

وإن كان الخط الهجومي الذي يمتلكه الفريقان فوق كل انتقاد، فإن الأخطاء الدفاعية كانت ظاهرة عليهما، سواء بالارتباك الذي يعيب دفاع النادي الألماني، أو العودة البطيئة لمدافعي الباريسي، وهو ما سيكون نقمة على النادي المنهزم في هذه المواجهة.

وتتحول النقمة إلى نعمة على محبي المباريات الأوروبية، لأن الأخطاء ستأتي بالأهداف التي تبعد المباراة عن الملل والتكتيك المبالغ فيه، والبطء في بناء الهجمات عوضاً عن التوجه نحو المرمى من أجل التسجيل.

مواهب واعدة لصنع الفارق

أثبت باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ أنهما ناديان يقومان بالأساس على المواهب الشابة، رغم النجوم الكبيرة التي يمتلكانها على جميع الخطوط، وهي الثقة التي انعكست إيجاباً عليهما في مشوار دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم.

وأظهر النجم الكندي الواعد ألفونسو دايفيس قدرته الكبيرة على قلب أطوار المباراة، بفضل مهاراته الفنية وسرعته التي تجعله يخترق دفاع الخصم، فكان أحد أبرز اللاعبين في مباراة بايرن ضد برشلونة في نصف النهائي، وأكثرهم تأثيراً على النتيجة التاريخية.

وفي المقابل، يتحيّن النجم الفرنسي كيليان مبابي الفرصة ليحقق لقباً آخر في مشواره القصير، بعدما توّج بالدوري وكأس فرنسا وكأس الرابطة، وكذلك كأس العالم 2018، إذ ستشكل مشاركته في النهائي حافزاً كبيراً له لتحقيق ما لم يحققه الآلاف من النجوم، وهم بمثل سنّه.

وينبئ تواجه مبابي ودايفيس بأن تشهد المباراة صراعاً مشتداً على الرواق، لقدراتهما العالية أولاً، ثم الدور الكبير الذي يلعبانه من كل جانب، وهو ما من شأنه أن يعود بالفائدة على المتابعين الذين يتمنون مشاهدة مباراة بأداء عالمي.

صراع التاريخ همٌ آخر للباريسي

يتفوق بايرن ميونخ على منافسه تاريخياً بشكل واضح، حيث وصل إلى النهائي في 10 مناسبات، فاز في 5 منها باللقب، وكان آخرها في 2013، بينما توّج بطلاً لثلاث نسخ متتالية، سنوات 1974، 75، 76، أما التتويج الآخر فكان سنة 2001.

ويعول "البي أس جي" على أن تكون أول مشاركة له في نهائي "التشامبيونزليغ" تاريخية، ومصحوبة بتتويج باللقب، خاصة أنّه سيدخل اللقاء برقم مهم، وهو أنّه يتفوّق على بايرن في مجموع المواجهات المباشرة بخمسة انتصارات، إذ يعتبر توخيل الأرقام عاملاً تحفيزياً مهماً، نظراً لحاجة كل نادٍ إلى جميع العوامل من أجل تحقيق الانتصار والتتويج باللقب.

وفي صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي تتوجه الأنظار  إلى مهاجمه نيمار، الذي إذا حافظ على تألقه الذي أظهره في الآونة الأخيرة، فقد يقود فريقه إلى اللقب القاري الأول في تاريخه على حساب بايرن ميونخ في نهائي الأحد.

ويطمح نيمار لرفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين للمرة الثانية في مسيرته، بعد خمسة أعوام على لقبه الأول مع برشلونة في 2015. ويتمنى أن ينجح في لعب دور محوري لقيادة سان جيرمان إلى لقب أول، في وقت يغيب فيه بطل المسابقة خمس مرات البرتغالي كريستيانو رونالدو، والأرجنتيني ليونيل ميسي، وستكون الفرصة متاحة أمام البرازيلي لإظهار أنه أفضل لاعب في العالم هذا الموسم، حتى ولو أنه لن يكافأ بجائزة الكرة الذهبية مع نهايته.

المساهمون