40% من المصابين بكورونا داخل إسرائيل هم من الفلسطينيين

03 سبتمبر 2020
زيادة نسبة الفحوصات رفعت حصيلة الإصابات (فرانس برس)
+ الخط -

سُجّل أعلى معدل إصابات بـكورونا منذ الإعلان عن تفشي الفيروس، في شهر مارس/آذار الماضي، في إسرائيل، إذ بيّنت الحصيلة الرسمية لوزارة الصحة أنّ الإصابات اليومية بلغت 3150 إصابة. بناءً على ذلك، قرّر المجلس الوزاري الإسرائيلي لشؤون كورونا، اليوم الخميس، فرض الإغلاق على 30 بلدة مدرجة على قائمة "المدن الحمراء"، بدءاً من يوم الإثنين المقبل، بالإضافة إلى تشديد القيود للحدّ من تفشي العدوى، فيما تمّ توسيع القائمة لتشمل 34 سلطة محلية، منها  24 بلدة عربية.

ووفقاً للمصدر نفسه، فإنّ 40% من الإصابات تعود لفلسطينيي الداخل، وهناك 18 بلدة ومدينة عربية من 23 بلدة في إسرائيل لم تفتتح السنة الدراسية فيها نتيجة لانتشار الوباء فيها، وفق قرار المجلس الوزاري لشؤون كورونا بإسرائيل.

وقال الطبيب محمود كيال، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ "سبب ارتفاع عدد إصابات كورونا يعود لزيادة نسبة الفحوصات في الأيام الثلاثة الأخيرة، وهو أعلى بثلاثة أضعاف من الفحوصات قبلها، ووصل عددها إلى 32 ألف فحص، وكانت نسبة النتائج الموجبة منها 9.6%".

وأضاف أنّ "ارتفاع عدد الفحوصات مؤشر إلى أننا في مرحلة تصاعدية، نظراً لكثرة الاختلاط وعدم الالتزام بالتعليمات الصحية والتباعد الاجتماعي ووضع الكمامات والتعقيم".

وأوضح أنّ "40% من الإصابات أصحابها من العرب، وهناك 6665 إصابة موجبة بكورونا في البلدات العربية: 1890 إصابة في القدس، والعدد نفسه في المدن الساحلية حيفا، عكا، يافا، وغيرها".

وشدد كيال على أنّ "هناك استهتارا في تطبيق القانون من قبل السلطات الإسرائيلية، في البلدات العربية، إذ إنها لا تبحث عن  حلّ لوباء كورونا في تلك البلدات، بل عن راحة بالها، والحل عندها يكون بالإغلاق".

وبيّن أنّ هناك 70 حالة وفاة عند العرب في الداخل الفلسطيني، منها 65 حالة وفاة في الشهرين الأخيرين، و35 حالة وفاة من منطقة المثلث الجنوبي. اليوم توفيت سيدة من قرية بالجليل، وقبل عشرة أيام توفيت ابنتها بكورونا أيضاً. أتوقع حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول أن يرتفع عدد الوفيات من 150 إلى 200 في المجتمع العربي".

دخول مدرسي متعثر

أما في ما يتعلق بالدخول المدرسي، فإنّ عدد الطلاب العرب من فلسطينيي الداخل هو 560 ألفاً؛ منهم 100 ألف لم يبدأوا السنة الدراسية في الفاتح من سبتمبر/ أيلول الجاري، بسبب انتشار وباء كورونا في البلدات العربية.

وفي السياق، قال عاطف معدي، مدير عام لجنة متابعة قضايا التّعليم العربي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التعليم لم يبدأ حتى الآن في البلدات المصنفة بكونها حمراء. هناك 23 قرية ومدينة تضم حوالي 150 ألف طالب، منها 18 تضم أكثر من 100 ألف طالب، إضافة لطلاب من ثلاث حارات في مدينة رهط".

وبيّن أنّ "منظومة التّعليم والتّعلّم عن بعد تعمل بشكل جزئي فقط، ولا يمكن أن نعوّل عليها في هذه المرحلة بسبب النواقص والاحتياجات الأسّاسيّة، من حواسيب وبنية تحتيّة وتدريب وإرشاد لطواقم التّدريس التي لم توفرها الوزارة والسلطات المحليّة  حتى الآن. وبحسب تصريحات وزارة التربية والتّعليم، ستعمل على توفير هذه الاحتياجات حتى نهاية الفصل الأول من السنة التّعليميّة الحاليّة، أي ليس قبل شهر فبراير/شباط أو مارس/ آذار 2021".

وعن جهوزية جهاز التعليم العربي للتعلم عن بُعد، أضاف معدي: "جهاز التّعليم غير جاهز للتّعلم والتّعليم عن بعد. لم تعمل وزارة التربية والتّعليم على تهيئة الظروف وتوفير الاحتياجات الأساسيّة لذلك منذ بداية تفشي وباء كورونا في شهر مارس/آذار 2020، وفي الفترة الماضية نصف الطلاب العرب لم يشاركوا في عملية التّعلم عن بعد وحرموا من ذلك، وهذا بسبب نقص أكثر من 100 ألف حاسوب وعدم توفر البنية التحتيّة الملائمة أو انعدام  شبكة الإنترنت و"الواي فاي" في العديد من البلدات والحارات، خاصة في منطقة النقب وفي القرى غير المعترف بها".

كما أشار إلى "عدم تهيئة وتحضير كافة المدارس من ناحية البنية التحتيّة الملائمة وتوفير شبكة إنترنت وحواسيب، وعدم تدريب وإرشاد المعلّمين وتمكينهم من استعمال الأدوات التكنولوجيّة للعمل وفق منظومة التّعليم عن بعد، كما لم يتم توفير حواسيب ملائمة للمعلّمين للقيام بهذه المهمات بشكل جيد. هذا الأمر كان له تأثير كبير على الطلاب وأدّى إلى خسارة آلاف الساعات التعليميّة التي لم ولن يعوضهم أحد عنها، لا الحكومة ولا وزارة التربية والتّعليم".

المساهمون