وقبيل الحفل الذي أقيم في متحف "تات" للفن الحديث تكريماً للفرقة السويدية بمناسبة مرور 40 عاماً على فوزها بمسابقة اليوروفيجن عام 1974، فيما عُد انطلاقة صاروخية لواحدة من أهم فرق البوب الغنائية في العالم، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، أجرت مجلة "الجارديان" الإنجليزية حواراً مع اثنين من أعضاء الفرقة هما فريدا وبيورن.
بيورن الذي بدا رائقاً وهو يمر بالذاكرة على المحطات التي تلت إطلاق الفرقة لأغنية "واترلو" التي فازت باليوروفيجن قال: "إذا تأملت في الأغنية السينجل التي أطلقناها بعد ووترلو مباشرة ستشعر كما لو أننا كنا نريد أن نبدو كفرقة روك لطيفة نصف مشهورة؛ وهو ما كان غبياً تماماً لأننا كنا دائماً فرقة بوب بشكل واضح".
حينما خطت الفرقة خطواتها الواسعة نحو النجاح بأغنيات مثل SOS، ماماميا، فرناندو، الملكة الراقصة؛ بدا واضحاً أن من المستحيل إيقافهم - بحسب تيم جونز الذي سأل بيورن عن أغنيته المفضلة فأجاب: "بالنسبة لي أغنية "الملكة الراقصة" هي أفضل أغانينا على الإطلاق، وربما باتت قصة مشهورة أن فريدا قد انفجرت في البكاء حينما أسمعها "بني" التراك الموسيقى للأغنية قبل أن تغنيها".
وربما يكون الشيء المميز بخصوص تلك الأغنية هو الرعشة الموسيقية التي يحدثها البيانو وتصاعد الآلات الوترية بطريقة تخلق أحساساً متصاعداً من البهجة بشكلٍ بدا سهلاً وتلقائياً لدرجة أثارت حفيظة بعض النقاد في ذلك الوقت فوسموا الفرقة بالبرود قائلين أنها "ليست إلا مصنعاً معدَّاً لكتابة الأغاني وتأديتها دون قلب" وهو الانتقاد الذي طالما أثار جنون بيورن الذي احتد قائلاً:
"واترلو، ماماميا، فرناندو، الملكة الراقصة، الرابح يأخذ كل شيء، كل تلك الأغاني كانت مصطنعة دون قلب !!.. هذا ليس حقيقياً أبداً فنحن لم نكرر أنفسنا إطلاقاً وكنا نبذل مجهوداً كبيراً لنصل إلى أنماطاً مختلفة في كل مرة".
والواقع أن واحداً من بين أسرار نجاح الفرقة كان حفاظهم على قاعدة (العمل دون كلل)، بيورن وبني اعتادا السفر في إجازات طويلة فقط من أجل كتابة الأغاني، كانا يرفضان خلالها أن يتوقفا عن الاشتغال على لحن موسيقي قبل أن يشعرا بأنه مكتمل، مستلهمين في ذلك روح "البيتلز" في كتابة كل أغنية على أنها ضربة نجاح محتملة.
ومع تقدم السبعينيات بدا أعضاء الـ"ABBA" وكأنهم بمعزل عن المشهد الموسيقي المتغير من حولهم، صحيح أنهم في بعض الأحيان كانوا يتبنون بعض الاتجاهات الموسيقية كالديسكو في ألبوم (voulez vous)، لكنهم تجاهلوا تماماً اتجاهات موسيقية مختلفة ظهرت على السطح.
يقول بيورن: "عندما ظهرت فرقة (بانك) لم أشعر بالتهديد على الإطلاق لأن (ABBA) كانت مختلفة تماماً، في الحقيقة أنا لم أتمكن من فهمهم، فقد كنت أشعر دائماً بأن هناك عنصراً موسيقياً مفقوداً، بالطبع كان بإمكاني تمييز نبرة الغضب لديهم، لكن لطالما كان الشباب غاضبين، فما المختلف هنا؟".
وتابعت فريدا: "لم أقع في حب (بانك) إطلاقاً، الآن بإمكانك أن تسمع ذلك الغضب في موسيقى الراب مثلاً، لكن بشكل مختلف تماماً ومحبب إلي، إيمينم مثلاً واحد من المفضلين لدي".
فرقة "ABBA" التي تربعت على عرش موسيقى البوب لسنين طويلة قالوا عن موسيقاها إنها تخدعك بشعور مبهج بينما هي تحتوى في عمقها على شيء من الكآبة والقتامة، والغريب أن ذلك التداخل جعلهم يحققون نوعاً من البهجة لدى مستمعيهم مقترنة بالشجن.