4 شركات طيران عالمية أعلنت إفلاسها في 2017... ما الأسباب؟

03 أكتوبر 2017
مونارك البريطانية أحدث الشركات المفلسة (دانيال أوليفاس/فرانس برس*
+ الخط -
يواجه عدد كبير من شركات الطيران في دول العالم تحديات ضخمة، ارتفعت حدتها خلال السنوات الماضية لتوصل بعضها إلى الأزمات وحتى الإفلاس... ترتبط التحديات، وفق خبراء في قطاع الطيران، بتداعيات الأزمة المالية العالمية، التي بدأت في عام 2008، على قطاع النقل الجوي، إضافة إلى طفرة في عدد الشركات العاملة في القطاع، واحتدام المنافسة في ما بينها مع ازدياد لجوء المسافرين إلى الخطوط الجوية التي تقدم أسعاراً زهيدة حتى لو كانت خدماتها متواضعة. 

وكذا، يلعب سوء الإدارة دوره في هذا الإطار، وأيضاً الأزمات الاقتصادية في دول المنشأ، وتضاف إليها رسائل سياسية تحجب دعم بعض الدول عن شركات طيران انتقاماً من اتجاهات السلطات فيها...

فما هي أبرز الشركات التي أعلنت عن إفلاسها منذ بداية العام الجاري حتى اليوم؟

أحدث الإفلاسات في بريطانيا

يوم أمس، الإثنين، أعلنت "خطوط مونارك الجوية" البريطانية الخاصة، عن إفلاسها، ما أدى إلى إلغاء رحلاتها من بريطانيا البالغ عددها 300 ألف رحلة، ووضع الشركة تحت إشراف الجهات القضائية، وفق وسائل إعلام بريطانية.

وقامت سلطة الطيران المدني البريطانية بإعادة 110 آلاف مسافر إلى بريطانيا حجزوا تذاكرهم على "مونارك"، فيما ألغي 300 ألف حجز، وفق فرانس برس.

وتقول التقارير الإعلامية إن الشركة لم تعالج مأزقها المالي، متجاهلة توقعات انهيارها. إلا أنها أشارت في تغريدات على موقع تويتر، إلى معاناتها من تراجع قيمة الجنيه الإسترليني والبريكست إضافة إلى الهجمات الإرهابية وتأثيرها على نشاط النقل الجوي.

وكانت الشركة دخلت في مرحلة إنقاذية في عام 2014، تخللها خفض أجور الموظفين، كما حصلت على دعم مالي في العام 2016 بقيمة 165 مليون جنيه إسترليني من مجموعة الاستثمار غرايبول كابيتال. وتعتبر "مونارك" خامس أكبر شركة طيران في المملكة المتحدة، تأسست في العام 1968، وفيها حوالي 2750 موظفاً في المملكة المتحدة.

ومع ازدياد أزمة المهاجرين الأوروبيين العام الماضي، وبعض الأحداث الإرهابية، تعرضت الشركة لإلغاء فجائي لما يقرب من 2000 رحلة في أواخر الشهر الماضي بسبب مشاكل في الجداول التجريبية للرحلات.

شركة طيران روسية كبرى تواجه الإفلاس


وتعتبر "فيم آفيا" أكبر شركة طيران روسية تواجه الإفلاس منذ تعثر "ترانس آيرو" عام 2015 والتي كانت تعتبر أكبر شركة طيران خاصة في روسيا وثاني أكبر شركة بعد الناقل القومي "أيروفلوت".

وتوقفت "فيم آفيا" التي تعتبر عاشر أكبر شركات الطيران في روسيا، عن تنفيذ رحلاتها أخيراً، بينما كان عدد من حجزوا تذاكر سفر على متنها يقارب 200 ألف. وما زاد من الأزمة الناجمة عن تعثر الشركة، أن 38 ألفا من الركاب كانوا موجودين بالمنتجعات السياحية خارج روسيا.

وتتواصل عملية إعادة السياح الروس إلى وطنهم على متن شركات طيران بديلة بعد تحرك وزارة النقل الروسية لاحتواء الأزمة الناجمة عن تعثر الشركة، وفق مراسل "العربي الجديد" في موسكو.  

وواجهت الشركة مشكلات مالية وارتفاع ديونها أمام المطارات الروسية والأجنبية إلى أكثر من 170 مليون دولار.

واضطرت الحكومة الروسية في نهاية المطاف للتدخل وتخصيص نحو 1.7 مليون دولار من الميزانية لتشغيل رحلات "فيم آفيا" وتنفيذ رحلات طيران عارض إضافية لنقل الركاب وحتى توظيف طائرات تابعة للرئاسة الروسية لهذا الغرض. وبحسب بيانات اتحاد شركات السياحة الروسية، فإن 13.5 ألفا من ركاب الشركة ما زالوا موجودين بالخارج بحلول اليوم، الثلاثاء.

ويتوقع خبراء روس استمرار حالات تعثر شركات الطيران الروسية. وبحسب صحيفة "إر بي كا"، فإن سوق الطيران الروسية شهدت تعثر عشر شركات منذ عام 2008، وكانت آخرها شركة "كوغاليم آفيا" التي توقفت عن تنفيذ الرحلات بعد تحطم طائرتها من طراز "إيرباص-321" في سيناء قبل نحو عامين، كما تم تحديد الـ19 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري موعدا للنظر في قضية إفلاسها.

"إير برلين" في المأزق ذاته

تقدمت "إير برلين"، ثاني أكبر شركة طيران في ألمانيا، بطلب لإشهار الإفلاس لحمايتها من الدائنين في أغسطس/آب، بعد أن سحبت الاتحاد الإماراتية للطيران، التي تملك حصة تبلغ نحو 30% فيها، تمويلاً في أعقاب سنوات من الخسائر. 

وتنافس خمس شركات لشراء أصول شركة الطيران الألمانية "إير برلين" التي أعلنت عن إفلاسها، وذلك وفقاً لما ذكر تقرير لقناة "دويتشه فيله" الألمانية.

وكانت المفوضية الأوروبية قد وافقت على قرض حكومي ألماني مؤقت لشركة طيران "إير برلين" سيجعلها تواصل رحلاتها بينما تحاول إيجاد مشترين لأصولها.

وتعهدت الحكومة الألمانية بقرض قيمته 150 مليون يورو (179 مليون دولار) لمنع طائرات "إير برلين" من التوقف على الفور، وهو ما كان سيضع حوالي 8000 وظيفة في خطر قبل أسابيع من انتخابات عامة في ألمانيا. وكانت الحكومة الألمانية التي تقودها المستشارة أنجيلا ميركل، تتخوف من تأثير إفلاس الشركة على مجرى الانتخابات، بينما أعلنت الشركة الألمانية المنافسة "لوفتهانزا" أنها تجري مفاوضات مع "إير برلين" لشرائها. 

واعتبر موقع "دويتشه فيله" الألماني أن تخلي أبوظبي عن شركة إير برلين — التي استحوذت عليها قبل أعوام، جاء بدوافع سياسية مفاجئة، وهو ما أيدته شركة "إير برلين" في بيان، أعلنت فيه أنها اتخذت هذا الإجراء بعدما علمت أن شركة الاتحاد الإماراتية تخلت عن دعمها مالياً، وذلك بعد أن أعرب وزير خارجية ألمانيا زيغمار غابرييل عن رفضه مقاطعة قطر في أكثر من مناسبة.

أليطاليا تبحث عن مشترين

وبدأت إيطاليا في مايو/ أيار الماضي، عملية البحث عن مشتر لإنقاذ الناقلة الوطنية أليطاليا التي تتكبد خسائر. وتمتلك الاتحاد للطيران الإماراتية 49% من الشركة الإيطالية للطيران.

ووُضعت أليطاليا تحت إدارة خاصة، في وقت سابق هذا الشهر، وفي 28 فبراير/ شباط، بلغت ديون الشركة نحو ثلاثة مليارات يورو والتزاماتها 2.3 مليار يورو وأصولها 921 مليون يورو.

وتلقت الحكومة الإيطالية، وفق رويترز، عروض اهتمام من 32 مشتريا محتملا رغم أن وسائل إعلام إيطالية قالت إن الكثير منهم مهتمون فقط بأجزاء من الشركة.

وأليطاليا، هي شركة الطيران الوطنية، يقع مقرها الرئيسي في فيوميتشينو روما، وتتخذ من مطار ليوناردو دا فينشي مركزاً لعملياتها، وتقدم خدماتها لأكثر من 100 وجهة، وهي مصنفة كأكبر شركة طيران في إيطاليا.

(العربي الجديد)

المساهمون