3 ساعات تأخير حرمت لاجئا سوريا من لقاء عائلته

05 ابريل 2016
اللاجئ السوري منذر يحمل طفله الأصغر يوسف (مفوضية اللاجئين)
+ الخط -
وصل القارب المطاطي الذي يحمل اللاجئ السوري منذر، وآخرين، إلى شواطئ جزيرة ليسفوس اليونانية، صباح الأحد 20 مارس/آذار الماضي، بعد 3 ساعات من سريان الاتفاق الأوروبي التركي الذي يقضي بإعادة اللاجئين الواصلين إلى تركيا. قارب منذر كان الأول الذي يصل إلى شواطئ اليونان.

التأخر 3 ساعات كان السبب الوحيد ليجد منذر نفسه محتجزاً خلف أسوار عالية من الأسلاك الشائكة في مركز احتجاز في موريا، ينتظر عودة محتملة إلى تركيا، حيث بدأ المخاطرة بحياته ليصل إلى اليونان.

يروي منذر "اعتقدنا جميعا أننا سنغرق، كادت الأمواج أن تمزق القارب"، وتابع بعينين دامعتين "إنها المرة الأولى. أتمنى أن تكون الأخيرة".

هربت زوجة منذر مع ولده محمد وابنته جواهر إلى ألمانيا، بعد أن دمر القصف منزله في مدينة أريحا في ريف إدلب، كما دمر منزل شقيقه والحي بأكمله، بما في ذلك مدرسة ولده.

عاش منذر، الشرطي السابق، مع من تبقى من أفراد أسرته، في حفرة بعمق 3 أمتار تحت الأرض، لحماية أنفسهم من القصف، كانوا يخرجون لمدة ساعة واحدة يومياً ليطهوا طعاماً ويأكلوه. إلا أنه لم ينج تماماً، أصيب بشظايا قنبلة تركت علامة على عينه اليمنى.

يعتبر منذر أن ولده البكر إسماعيل (17 عاماً) كان محظوظاً لأنه وصل اليونان في 8 مارس/آذار، قبل تنفيذ الاتفاق، لكنه لا يزال ينتظر في مخيم في اليونان مع نحو 50 ألف لاجئ آخرين.

عبر منذر مع باقي عائلته الحدود من سورية إلى تركيا عبر الجبال، خاضوا جميعاً رحلة شاقة سيراً على الأقدام، امتدت ست ساعات، بعد أن دفع كل منهم مائة دولار للمُهرب، يقول "كان أمامنا أن نبقى معرضين للموت في سورية، أو نتابع السير. بالطبع واصلنا المسير".

من أنطاكيا جنوب تركيا، استقل أفراد العائلة الحافلة إلى مدينة أزمير الساحلية، حيث قابلوا أحد مهربي البشر، ودفعوا له 1200 دولار عن كل فرد. وصعدوا على متن قارب مطاطي مع عشرات اللاجئين الآخرين، وأبحروا في ظلام الليل، ينشدون الوصول إلى الأضواء المتلألئة البعيدة لجزيرة ليسفوس اليونانية.

قال منذر "كان من المفترض أن أجتمع مع عائلتي في اليونان أو في أي بلد أوروبي آخر. لا أريد أكثر من ذلك، أريد أن يلتئم شملي مع أطفالي. هربت من سورية لأكون حراً ووجدت نفسي في سجن جديد".

ونشرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قصة منذر، أمس الاثنين، معربة عن أملها في أن يكون قادراً على لمّ شمل زوجته وأولاده الموجودين في ألمانيا، وفقاً للقانون الأوربي. مؤكدة أنها لم تكن طرفاً في الاتفاق الأخير، الذي يقضي باحتجاز جميع اللاجئين الوافدين كمنذر، لتقييم طلبات لجوئهم. منوهة إلى أن اليونان لا تزال غير مؤهلة لإدارة هذا الوضع وضمان حماية اللاجئين فيها ومعالجة أعداد كبيرة من طلبات اللجوء.

وعلقت المفوضية أنشطتها في اليونان، منذ 20 مارس/آذار، عندما بدأ احتجاز الوافدين الجدد، وهي تعمل الآن على توفير المعلومات بشأن اللجوء، وتحديد الأشخاص المعرضين للخطر المتزايد. وتنحصر أنشطتها في مراكز الاستقبال المفتوحة.

المساهمون