أيوب وسعد ومروان، ثلاثة أطفال تحدّوا الظروف الحياتية لتعلّم رياضة "الباركور" في إحدى القرى التابعة لمدينة آزرو المغربية.
في منتصف النهار ، يلتقي الأصدقاء الثلاثة، في إحدى المناطق في القرية التي تتوافر فيها الرمال، لأداء قفزات خلفية وحركات الشقلبة والقفز والدحرجة.
أيوب محمود، طفل مغربي، أشار إلى انتشار هذه الرياضة في بعض المدن دون القرى، حيث لا توجد أي تجهيزات لممارسيها، فاتّخذ مع أصدقائه مكاناً فيه رمل، ليتعلّم فيه الـ"باركور"، التي صارت هوايته المفضلة ويقضي الكثير من وقته في ممارستها.
وألمح أيوب إلى أنه رغم حبه لكرة القدم ورياضة الجري، لكنه وجد في رياضة الـ"باركور" شيئاً جميلاً، خاصاً وممتعاً، وفيها تحدٍ كبير، إذ هو بدأ بممارستها مع أصدقائه عندما شاهد أحد الشباب يقوم بأدائها، فوضع وأصدقاءه حجراً مرتفعاً ليقفزوا من فوقه، حتى نجحوا أخيراً في مسعاهم.
وتُعرف رياضة الـ"باركور" باسم الركض الحر، أو القفز من نقطة إلى أخرى، بل وتخطي عوائق وأسطحاً داخل المدن، ذات المباني المتلاصقة. انطلقت هذه الرياضة في فرنسا في تسعينيات القرن الماضي، وحقّقت انتشاراً في مختلف دول العالم. كذلك انتشرت في عدد من المدن المغربية، من دون أن تندرج هذه الرياضة ضمن إطار قانوني يؤطرها، كما يطالب بذلك ممارسوها.
سعد علي، عمره 8 سنوات، يقول: "أفضّل هذه اللعبة على باقي الألعاب، وأيضاً ركوب الدراجة النارية، فأنا أتعلّم القفز بها، وأشعر بأنّ الـ"باركور" فيها حركات ممتعة، ونستطيع أن نبدع فيها لأننا نحبها من قلوبنا. ومن لا يعرف تقنياتها جيداً قد يؤذي نفسه أو يتسبب بكسر لنفسه".
ويتابع سعد: "نحن الثلاثة عرفنا كيف نمارس الـ"باركور" وتقنياتها جيداً، وهذا أمر ضروري كي لا نصاب بكسر، أو يحدث لنا أي ضرر جسدي".
وحول حركات القفز، يوضح سعد: "يجب أن نقفز عالياً، ومن مسافة بعيدة، على مستوى موضع الحجر، حتى لا يصاب الرأس وينجح الأمر".
أما مروان سمير، فيشير إلى أنّه عندما بدأ بتعلّم رياضة الـ"باركور" سخر منه أحد الشبّان، الأمر الذي شكّل له دافعاً للنجاح في ممارسة هذه الرياضة.
ويضيف مروان: "نحن نتدرّب هنا، لأنه ليس هناك مكان مخصّص للّعبة والتدرّب عليها. نأمل أن نكون، نحن الثلاثة فقط، أفضل فريق في رياضة الـ"باركور"".