تتواصل حرائق هائلة تلتهم مساحات شاسعة من غابات الأمازون في وسط قارة أميركا الجنوبية، بينما يتهم الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، المنظمات الأهلية بأنها وراء تلك الحرائق للإضرار بصورة حكومته بعدما قرر تخفيض تمويلها.
ولم يقدم بولسونارو دليلا، لكنه قال، الأربعاء: "كل شيء يشير" إلى أن المنظمات الأهلية تذهب إلى الأمازون "لإضرام النار"، وقال خلال بث مباشر على "فيسبوك": "توجد جريمة. هؤلاء الناس يفقدون المال".
وأثارت تصريحات بولسونارو غضب منتقديه الذين يزداد قلقهم إزاء توجهات إدارته حيال غابات الأمازون المطيرة، إحدى أهم حوائط الصد بالعالم أمام تغير المناخ.
ويقع أكثر من نصف الأمازون داخل حدود البرازيل، ولطالما شكك بولسونارو في المخاوف البيئية، وهو يريد تطوير منطقة الأمازون، وقال لدول أخرى أبدت قلقا من تآكل الغابات منذ توليه السلطة إن عليها أن تهتم بشؤونها.
وتداول ناشطون صورا ولقطات فيديو تظهر حجم الحرائق الهائلة في الغابات الممتدة بين عدة دول، كما تظهر نفوق مئات الحيوانات التي تعيش داخل تلك الغابات، محذرين من تمدد الحرائق في حال عدم انتباه العالم إلى خطورتها، ومشاركته في مكافحتها.
Twitter Post
|
وأوضحت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أن حرائق الأمازون "هائلة لدرجة أنه يمكن رؤيتها من الفضاء"، وكشفت صور مروعة التقطها القمر الصناعي "Aqua" في 11 و13 أغسطس/آب، عدة حرائق مشتعلة في ولايات روندونيا وأمازوناس وبارا وماتو غروسو.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن دخان الحرائق الأسود أدخل مدينة ساو باولو، إحدى أكبر مدن البرازيل، في ظلام، ظهر الاثنين الماضي، وأن مناطق في ولاية ماتو غروسو وبارانا اجتاحها ظلام سببه دخان النيران المستعرة.
Twitter Post
|
ونقلت الرياح القوية الدخان الناجم عن حرائق الغابات إلى مسافة بلغت حوالي 1700 ميل، وفق ما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية. ورصد مركز أبحاث الفضاء البرازيلي INPE حوالي 73 ألف حريق، وفقا لوكالة "رويترز".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت ولاية أمازوناز، أكبر ولايات البلاد الـ27، حالة الطوارئ بسبب تزايد عدد حرائق الغابات، ويأتي هذا فيما بدأ للتو موسم الحرائق في الأمازون الذي يمتد من أغسطس/ آب حتى أكتوبر/ تشرين الأول ويبلغ ذروته منتصف سبتمبر/ أيلول.
Twitter Post
|
وأكد بولسونارو أن إدارته تعمل على السيطرة على حرائق في غابات الأمازون سجلت مستوى قياسيا هذا العام. وفي تصريحات لاحقة انتقد اتفاق باريس للتغير المناخي قائلا إنه لو كان جيدا لما انسحبت منه الولايات المتحدة، إلا أنه عاد ليقول إن البرازيل ستبقى ملتزمة بالاتفاق.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد حذر في يونيو/حزيران، من أنه لن يوقع على معاهدة التجارة بين الاتحاد الأوروبي وتكتل ميركسور إذا انسحب بولسونارو من اتفاق باريس.
Twitter Post
|
وقبل شهر، أثار بولسونارو الجدل مجددا عبر إنكاره وجود فقر في بلاده، وتشكيكه بالمعطيات الرسمية حول انحسار الغابات خلال استضافته فطورا لوسائل الإعلام الدولية في القصر الرئاسي في بلانالتو في برازيليا.
ويعتبر الرئيس البرازيلي المشكك في النظريات المتعلقة بالمناخ أن الانتقادات القادمة من الخارج حول انحسار الغابات في بلده تمس بالسيادة الوطنية، وهو يذهب إلى أبعد من ذلك بتشكيكه في أرقام الهيئة المرجعية العامة "المعهد الوطني لأبحاث الفضاء" الذي يعتمد على معطيات تجمعها الأقمار الاصطناعية.
Twitter Post
|
وقال "لو كان كل هذا الدمار الذي تتهموننا به حقيقيا لكانت الغابة الأمازونية قد زالت من الخارطة الآن. نشعر أن المعطيات التي يقدمها المعهد للصحافة لا تتطابق مع الحقيقة وموضوعة في خدمة المنظمات غير الحكومية".
وتشير المعطيات الأخيرة لهذا المعهد إلى زيادة نسبتها 88 في المائة في انحسار الغابات في البرازيل في يونيو/حزيران، بالمقارنة مع الأرقام التي سجلت في الشهر نفسه من العام الماضي.
(وكالات)