في هذا السياق، يشتكي أهالي شمال سيناء من بعض تداعيات العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة المصرية في عدد من مدن وقرى محافظة سيناء، تحديداً في مدن الشيخ زويد ورفح والعريش، مؤكدين أن مدنيين كثر يسقطون أثناء سير العمليات ضد مسلّحين تابعين لتنظيم "ولاية سيناء".
ويبدي الأهالي تذمّرهم من كثرة الكمائن التي تنصبها القوات الأمنية داخل عدد من المدن، بسبب كثرة عمليات التفتيش التي جعلت من خروجهم، النادر، من منازلهم مشكلة بحدّ ذاتها. مع العلم أنهم لا يخرجون سوى للضرورة القصوى، بسبب هذا التضييق الأمني. ويشير الأهالي إلى أن "الكثير من العناصر المسلحة تتمركز في المناطق الجبلية، وليس بين الأهالي".
كما يصفون كثرة العربات المسلحة والقوات والكمائن العسكرية والإجراءات بـ"التعسفية"، وهي الإجراءات التي جعلت البعض في سيناء، تحديداً عدداً من شيوخ القبائل، ينبّهون من مضاعفة العنف والتخريب مستقبلاً وخطورة التداعيات.
ويؤكد عدد من شيوخ القبائل بالمنطقة أن "سيناء خرجت عن السيطرة، وأصبحت دولة داخل دولة، وأن النظام الحالي ينتهج أساليب وسياسات الأنظمة المتتالية على الحكم، في تهميش وتجاهل أبناء سيناء وحقوقهم المشروعة".
كما يُشدّد أحد وجهاء قبيلة السواركة، بشمال سيناء، على أن "القبائل في سيناء ضد استخدام العنف بصفة عامة"، مؤكداً أن "ما يحدث من عمليات عسكرية في سيناء خلال السنوات الماضية، أدى إلى استنزاف موارد الدولة، بسبب كثرة استخدام الأسلحة والإنفاق عليها، وسقوط ضحايا من الطرفين". ويشير إلى أن "هناك كثيراً من أبناء سيناء وقعوا ضحايا عمليات قتل من دون ذنب، جراء العمليات العسكرية"، معتبراً أن "ما يحدث في سيناء يمثل كارثة كبيرة على الجميع".
ويضيف الوجيه القبلي أن "أرض سيناء تحوّلت الى ساحة معارك، والجيش يُعدّ أحد تلك الأسباب الرئيسية، بسبب هروب المستثمرين وقلّة الإنتاج وانهيار الزراعة في سيناء، وإغلاق العشرات من المصانع، وتشريد العشرات من الشباب والأسر من منازلهم".
من جهته، يقول أحد شيوخ قبائل بدو سيناء إن "الجيش في أي بلد في العالم هدفه حماية المواطنين من أي تدخلات خارجية، لا المشاركة في عمليات عسكرية يسقط فيها بعض المدنيين، كما يحدث في سيناء". وينوّه بأن "السيسي يستخدم الجيش لغايته فقط".
أما عن سير العمليات العسكرية، فيوضح بأن "المواجهات المسلحة الدائرة حالياً بين الجيش والعصابات المسلحة تتركز أغلبها في الشيخ زويد ورفح والعريش، في مساحة لا تتجاوز 30 كيلومتراً من المساحة الإجمالية لسيناء"، مؤكداً أن "الحملات العسكرية المستمرة على قرى ومدن شمال سيناء تسفر عن مقتل عدد كبير من الأشخاص لا ذنب لهم".
ويضيف أن "القيادات الأمنية التي تخطط للحرب على الإرهاب في سيناء تعمل بعقلية تجهل ديموغرافية سيناء، وهذا يصب في صالح غرق سيناء في الوحل، إذ تحولت إلى ثكنات عسكرية، تحديداً بعد كل هجمة إرهابية، وينتشر معها تبرير التعثّر وتحويله إلى نجاح كبير".
ويلفت الشيخ إلى أن "القوات تفتقد العثور على المعلومة التي يفترض أنها مهمة الأجهزة الاستخباراتية، التي تعمل من داخل مكاتبها المكيّفة دون النزول إلى أرض الواقع". ويرى بأن "ما يحدث من حرق للعشش، وهي مناطق للمدنيين، وتسميها القوات بؤراً إرهابية، فضلاً عن إحراق السيارات والدراجات النارية للمواطنين والاعتقال بشكل عشوائي، يُعدّ كارثة لأهالي سيناء".
ويلفت إلى أن "القوات أحياناً تستخدم بعض الأشخاص المضلِلِين في مداهمة بعض الأماكن، التي قد يكون هناك خلاف بينهم وبين أشخاص آخرين، فيتم الإبلاغ عنهم على أنهم إرهابيون وهم براء من ذلك، وبالتالي يتم استهدافهم". ويصف الشيخ العمليات الأمنية بعبارة واحدة قائلاً إن "القوات تعمل في سيناء منذ أكثر من 18 شهراً والنتيجة صفر. والعمليات التخريبية مستمرة".