وتشير تقارير مسربة من محافظة ديالى شرق العراق، إلى أن أكثر من 170 مدرسة ابتدائية وثانوية هُدمت من قبل وزارة التربية في سبتمبر/أيلول من عام 2012 ولن تبنى مجدداً، كما دمرت الحرب عشرات المدارس في عموم ديالى، إضافة إلى أن مباني مدرسية أخرى شغلها النازحون.
ووفقاً لمسؤول رفيع في المحافظة، طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن "مشاريع إعمار المدارس يشرف عليها قادة المليشيات والأحزاب الدينية، ولا يمكن التدخل بهذا الملف كونه بات سياسيا"، مضيفاً أن "بعض المدارس باتت مرتعاً خصباً للأمراض، واكتساب الجهل، حيث يترك التلاميذ في ساحاتها".
اقرأ أيضاً: ضرب و"فلقة".. فيسبوك يحمي تلاميذ العراق من عنف الأساتذة
وقال المشرف التربوي سعدون سلامة لـ"العربي الجديد"، إنّ قرار هدم المدارس لإعادة بنائها من جديد لم يكن صائباً، في غياب خطط الحكومة ووزارة التربية الجادة والكفيلة بإعادة البناء، ما حرم آلاف الطلاب والتلاميذ في ديالى من مدارسهم، كما تحول الدوام إلى ثنائي وثلاثي، وتقلصت ساعاته من خمس إلى ثلاث ساعات لكل دوام، إضافة إلى أنّ عدد التلاميذ في كل صف وصل ما بين 50 إلى 70 تلميذا، ما انعكس سلباً على العملية التربوية برمتها.
ولفت إلى أن الكثير من الطلاب حرموا من التعليم، بعد أن تحولت بعض البيوت المستأجرة إلى مدارس، يقوم الطلاب بدفع بدل إيجارها في بعض المناطق، ما جعل الأهالي يحرمون أبناءهم من الدراسة بسبب الرسوم التي يدفعونها، وإن كانت أقل من دولار لكل طالب.
من جهتها، قالت عضو نقابة المعلمين عفيفة محمود لـ"العربي الجديد"، إن زيادة عدد الطلاب وانخفاض عدد المدارس لا يحدث إلا في العراق وفي ديالى تحديداً، التي تنتشر فيها مدارس الكرافانات والبيوت التي لا تزيد مساحتها على 400 متر، إضافة الى المدارس الطينية التي تنتشر في الأرياف والمناطق النائية في المحافظة. وتساءلت عن مصير الـ 25 مليار دينار التي منحت في شهر مايو/أيار 2014 من قبل مجلس الوزراء، لإعادة بناء 110 مدارس في ديالى، وعن الأموال التي دفعتها وزارة التربية للشركات والمقاولين. ولفتت إلى ضرورة معاقبة الجهات المتورطة لاستعادة المال العام، وإنقاذ واقع الأبنية المدرسية، التي تعاني من النقص والإهمال مذ ثمانينيات القرن الماضي.
اقرأ أيضاً: مدارس طينية خطرة في العراق
وأشارت محمود إلى أنّ مشروع وزارة التربية بهدم المدارس وعدم إعادة بنائها ألحق أضراراً جسيمة بالواقع التربوي، وتسبب بتشريد آلاف الطلبة منذ سنوات عدة، كما أنّ الحرب مع داعش استنزفت عددا كبيرا من مدارس المحافظة وشردت العدد الآخر منهم.
وشددت محمود على ضرورة الإسراع في إيجاد حل، خاصة أنّ "المحافظة بحاجة إلى إنشاء نحو 800 مدرسة حديثة لفك الاختناقات في الدوام الرسمي، واستيعاب الزيادة في أعداد الطلبة التي لا تتناسب والمدارس الموجودة".
وتؤكد وزارة التربية العراقية أن "العراق يحتاج من 10 الى 15 ألف مدرسة في عموم البلاد". وكانت الوزارة قد باشرت في عام 2012 بهدم عدد كبير من المدارس الآيلة للسقوط، والتي تجاوزت عمرها الافتراضي في جميع محافظات العراق لغرض إعادة بنائها من جديد، غير أنّ الوضع الأمني المتردي والفساد المالي حال دون ذلك ما تسبب في تشريد آلاف الطلبة والتلاميذ.
اقرأ أيضاً: نازحو العراق أولادهم يفوّتون العام الدراسي الجديد