17 يوليو 2020
+ الخط -

بات من المؤكد تحول نظام الزراعة في مصر إلى استخدام الري بالتنقيط، نتيجة الشح المائي المنتظر تزايده خلال الفترة المقبلة في ظل وجود سد النهضة الإثيوبي الذي يشهد تعثراً في المفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا، وبالتالي تناقص حصة مصر في مياه النيل التي تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب سنوياً. ومن الزراعات المتضررة في البلاد نتيجة أزمة السد زراعة قصب السكر التي تشتهر بها محافظات الصعيد، وقصب السكر يطلق عليه في الصعيد اسم "ملك محاصيل الصعيد" كونه يعد من المحاصيل الزراعية الرئيسية والاستراتيجية، ويعتمد عليه أهالي الصعيد اعتماداً كلياً.

وتخطط وزارة الري بالتعاون مع وزارة الزراعة ومحافظة أسوان، التي تعد بوابة محافظات مصر من ناحية الجنوب وأول محافظة يمر بها النيل والموجود بها السد العالي، إلى تغيير نظام الري بغمر المياه لزراعة قصب السكر خلال الموسم الزراعي الجديد الحالي، واستبدالها بنظام الري بالتنقيط، وهو ما يهدد زراعة ما يقرب من 15 ألف فدان بالمحافظة بالبوار.

كما يوجد في المحافظة مصنعان للسكر في مناطق "أدفو – كومبوا"، وهو ما يدل على أهمية زراعة القصب لأهالي المحافظة، بجانب محاصيل البلح. وتعتمد شريحة كبيرة من المزارعين بالمحافظة على زراعة القصب سواء من العمالة المباشرة أو غير المباشرة.

يرى الحاج المزارع محمد عبدالعزيز أن ري زراعة قصب السكر بالتنقيط في محافظة أسوان غير مجد، لأن الأرض طينية سوداء فضلاً عن الحرارة المرتفعة، وسيؤدي هذا الأمر إلى قلة الإنتاج وتقليص المساحات المزروعة بمحصول القصب، وهو توجه خاطئ يحتاج إلى إعادة نظر قبل الإقدام على تطبيقه، لأنه سيؤدي إلى بوار الأرض، وهي الزراعة التي يعمل فيها آلاف المواطنين، وقلة زراعة القصب أو تبوير الأرض ستكون له آثار وخيمة وخطيرة على العاملين في هذا القطاع.

وقال المزارع شوقي عبدالمنصف إن الري بالتنقيط مشروع فاشل لزراعة قصب السكر، وكان يجب على الحكومة أن تلتقي بالمزارعين قبل تطبيقه، وتابع قائلاً: "نعتمد على القصب في الحصول على الرزق، ولو مزرعناهوش هنزرع إيه؟ فهو مصدر رزقنا الوحيد، من خلاله نعلم ونزوج أولادنا، كما أنه يعمل به العشرات من العاملين، بداية من عمال ري الأرض وحرثها وتوزيع السماد على الأرض وحصاده ونقله وغيرها من العمالة"، وقال إن أسوان هي أول محافظة تستقبل مياه نهر النيل، وأكثر المناطق التى يعتمد سكانها على الزراعة كمصدر أساسي للدخل.

ولفت المزارع فتحي إلى أنه كان يجب تطبيق زراعة الري بالتنقيط على زراعة القصب قبل الموسم الحالي لعدم زراعته من الأساس، مشدداً على أن مشاكل زراعة القصب بمحافظات الصعيد لا تعد ،من بينها ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج الزراعي، وفى مقدمتها ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، وعدم توافرها بصورة كافية، وتدني عائدات بيع المحاصيل، الأمر الذي جعل عدداً كبيراً من الفلاحين يسقطون في براثن الديون، بالإضافة لارتفاع أجور النقل والعمالة اليومية.

كما أن عدم توافر مياه الري بالترع والمصارف بصورة منتظمة، يعد سبباً كبيراً لانخفاض إنتاج الفدان من زراعة القصب، وأصبح المحصول لا يسد تكاليف زراعته، فضلاً عن كل ذلك، فإن تلوث مياه الري بمخلفات الصرف الصحي والقمامة يصيب المزارعين بالأمراض والأوبئة.

المساهمون