12 قتيلاً من عائلة واحدة بقصف التحالف على الرقة

02 اغسطس 2017
القصف متواصل وسط استمرار معارك "قسد" و"داعش"(دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -
قُتل اثنا عشر مدنيًا، على الأقل، وجُرح آخرون، جراء قصف من طيران التحالف الدولي "ضد الإرهاب"، خلال الليلة الماضية، على منطقة التوسعية في مدينة الرقة، شمال سورية، في حين تمكنت قوات النظام السوري من اجتياز الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة ودير الزور.

وأفادت عدة مصادر "العربي الجديد" بأنّ طيران التحالف الدولي، جدد غاراته على مدينة الرقة، مستهدفًا عدة أحياء بالقرب من مركز المدينة، ما أدى لمقتل اثني عشر مدنيًا وجرح آخرين، بينهم أطفال ونساء، في منطقة التوسعية جنوب مركز مدينة الرقة.

بدورها، ذكرت حملة "الرقة تذبح بصمت"، المعنية بتوثيق الانتهاكات في الرقة، أن رجلاً وعائلته المكونة من أحد عشر فردًا، قُتلوا جميعًا جراء غارة استهدفت منزلهم في حي التوسعية بمدينة الرقة من قبل التحالف الدولي.

وكانت قد أعلنت غرفة عمليات "غضب الفرات"، التابعة لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، مساء أمس، عن "تقدمها في منطقة التوسعية بحي البريد جنوب غربي مدينة الرقة، والتي تضم مراكز حكومية ودوائر أخرى بمحاذاتها".

واستمرت المعارك بشكل عنيف، منذ صباح اليوم الأربعاء، في الجبهات الجنوبية لمركز مدينة الرقة، بعد سيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، أمس، على القسم الجنوبي من المدينة بشكل كامل، إثر تراجع لتنظيم "داعش".

وفي سياق متصل، تمكنت قوات النظام السوري، مدعومة بالطيران الروسي ومليشيات أجنبية، من اجتياز الحدود الإدارية الفاصلة بين محافظتي دير الزور والرقة، في ريف الرقة الشرقي جنوب ناحية معدان، وفقًا لما أكدته مصادر محلية، حيث تحاول قوات النظام إجبار التنظيم على الانسحاب من المنطقة قبل الالتفاف والوصول لضفّة الفرات في ريف دير الزور الغربي.


وفي ريف دير الزور الشرقي، تحدثت شبكة "فرات بوست" عن اعتقال تنظيم "داعش" الإرهابي، أكثر من عشرين شابًّا، يوم أمس، في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، وذلك لأسباب مجهولة. ويشن التنظيم حملة اعتقالات بين المدنيين إثر عملية انشقاق قام بها عناصر من التنظيم تُسمَّى بـ"الأنصار".

وفي وسط البلاد، قصفت قوات النظام السوري بالمدفعية، بعد منتصف الليلة الماضية، منطقة التلول الحمر وقرى بريغيت والقنطرة في ريف حمص الشمالي، بحسب ما أفاد به مركز حمص الإعلامي.

وعلى صعيد آخر، نفى المتحدث باسم فصيل "جيش أسود الشرقية"، المنضوي ضمن صفوف "الجيش السوري الحر"، سعد الحاج، لـ"العربي الجديد"، علاقته بالتحالف الدولي، في وقت استعادت فصائل من"الجيش السوري الحر"، اليوم الأربعاء، السيطرة على منطقة بئر محروثة في ريف دمشق الشرقي في البادية السورية إثر هجوم ضد قوات النظام السوري.

ونفى المتحدث ذاته بشدّة الأخبار والتقارير التي تتحدث عن سحب التحالف الدولي بقيادة واشنطن أسلحة من "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" بسبب عدم توقفهم عن قتال النظام السوري، مؤكدًا أنه "لا يوجد أي ارتباط بيننا وبين التحالف الدولي"، مبينًا أن "المشكلة بين فصيل لواء شهداء القريتين والتحالف".

وكان فصيل "لواء شهداء القريتين"، التابع لـ"الجيش السوري الحر"، قد أعلن في وقت سابق عن فك ارتباطه بالتحالف الدولي إثر مطالبة التحالف للفصيل بالكف عن قتال قوات النظام، وتوجيه القتال نحو تنظيم "داعش" فقط.

وذكرت مصادر إعلامية أن التحالف الدولي سحب السلاح من فصائل "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" و"لواء شهداء القريتين"، بعد عدم توقفها عن قتال النظام في البادية.

وأضاف سعد الحاج: "بدأت فصائل الجيش الحر في البادية السّورية، منتصف الليلة الماضية، بهجوم ضد قوات النظام، وبدأت بعملية اقتحام بئر محروثة وخبرة أم رمم، بعد تمهيد صاروخي ومدفعي عنيف، وحققت إصابات مباشرة في تجمعات المليشيات الطائفية".

وقال المتحدث: "تمكن مقاتلو الجيش الحر في بداية الهجوم من قتل ضابط برتبة عقيد وعشرة عناصر للمليشيات الطائفية، وسيطروا على الساتر الدفاعي الأول لهم في منطقة محروثة، ما مكنهم لاحقًا من السيطرة على كامل منطقة محروثة، وما زال العمل جاريًا في اتجاه منطقة أم رمم"، مضيفًا: "سيطر المقاتلون على دبابة من طراز (T62) وعدد من الهاونات والأسلحة الخفيفة".

ويشهد القسم الشامي من البادية السورية، في ريف دمشق، معارك عنيفة منذ قرابة شهر، إثر عملية عسكرية واسعة شنّها النظام السوري بدعم جوي روسي ومساندة من مليشيات أجنبية ومحلية، وقد سيطرت قوات النظام على مناطق واسعة إثر ذلك الهجوم.

قتلى باستهداف جديد للغوطة

في سياق متّصل، قتل مدنيان وجرح آخرون، ظهر اليوم الأربعاء، بتجدد القصف الجوي من النظام السوري على الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فيما تمكن تنظيم "داعش" الإرهابي من السيطرة على العديد من النقاط في محور المفكر بناحية عقيربات في ريف حماة الشمالي الشرقي، إثر هجوم مباغت شنه التنظيم الإرهابي ضد قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها.

وأفاد الدفاع المدني السوري في ريف دمشق بمقتل امرأة ورجل وجرح العديد من المدنيين، في حصيلة أولية، جراء خمس غارات جوية من النظام السوري على الأحياء السكنيّة في مدينة عين ترما بالغوطة الشرقية.

وفي السياق نفسه، ارتفع إلى خمسة قتلى عدد ضحايا القصف الجوي من قوات النظام على مدينة عين ترما يوم أمس، بينهم ثلاث نساء وطفل.

ولا تزال الغارات الجوية على الغوطة الشرقية مستمرة لليوم الخامس على التوالي، موقعة ضحايا بين المدنيين، وذلك منذ الإعلان عن ضم الغوطة الشرقية إلى مناطق اتفاق خفض التصعيد الموقع عليه في اجتماعات أستانة.

وقالت مصادر محلية إن تنظيم "داعش" باغت قوات النظام بهجوم من عدة محاور بريف حماة الشمالي الشرقي في نواحي عقيربات والسلمية وخط البترول، تمكنت على إثره من التقدم والسيطرة على نقاط في محيط بلدة المفكر وقرية عقارب الصافية بناحية السلمية.

وذكرت المصادر ذاتها أن هجوم التنظيم جاء بعد ساعات من خلاف وقع بين مليشيا "صقور الصحراء" و"الدفاع الوطني"، حيث أخلت "صقور الصحراء" مواقعها في الجهة الشرقية المخصصة لحماية عقارب الصافية.

في المقابل، صعد الطيران الروسي من غاراته على قرى جنى العلباوي، وقليب الثور، وصلبا، والدّكيلة الشمالية، والدّكيلة الجنوبية، في ناحية عقيربات التي يسيطر عليها تنظيم "داعش".

من جانبها تحدثت مصادر إعلامية موالية للنظام السوري عن استعادة نقطة من تنظيم "داعش" في محيط عقارب الصافية، بينما لا تزال المعارك مستمرة على عدد من النقاط بغية استعادتها من التنظيم.

من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية بأن مجهولين أقدموا على اغتيال قيادي في تنظيم "هيئة تحرير الشام"، يدعى "أبو المنذر الجزراوي"، في منطقة عالم السحر بريف حلب الجنوبي الغربي، وذكرت المصادر أن الجزراوي يشغل منصب "شرعي في قطاع البادية".

المساهمون