100 لأكتوبر و70 لأيّار

11 مايو 2018
من ملصق ضمن ثورة "مايو 68"
+ الخط -

100 لأكتوبر

لهذي النحلة التي
شربت الآن نقطة
بل قُلْ أقلّ
من رحيق وردة
شرفتي في الأصيص الأصفر رماديّ الحواف
التي أسقيها كل يومين:
شكراً.
كأنني أعطي
من وردة قبلت صداقتي
نقطة حلاوةٍ لعسل قادم
قد يرتشفه عمٌّ
في صباح شتوي
العام القادم،
قبل أن
يعيد إغلاق المرطبان
والبسمة تملأ عينيه.
وقد تلقمها أم لولدها المُعتلّ
علّ حنجرته تهدأ
وتعاوده العافية
وتعودها الطمأنينة.

برفّة جناحين ضئيلين
وضعتني هذي النحلة
في حلقة بهيّة
من السخاء.
برشفة رحيق خاطفة
فكفكت التكلّس
الذي شلّ
الابتذالات الواعظة
العدوانية الساخرة
من مجرّد التفكير
الحالم منه حتى،
بأخلاق اسمها:
اشتراكيّة.


■ ■ ■


70 لأيّار

من قطعها مِنْ جبلها
وهدّ الحَيل.

من هذّب حوافها
كنصل يجرح
وانجرحْ.

وكيفَ ظَهرُ
من رفعها
بعد هذا العمر.

بلاطةٌ ملساء في درَجٍ
يصل شارعين
في المستعمرة،

يدوسُها المئات يومياً
فلا تتململ
ولا تنتفض
ولا تزداد،
المنافِقة،
إلاّ نعومة.


■ ■ ■


.. ومانيفيست

ليس سلّماً
للنزول عن
شجر أحلامنا
نريد،
بل سلالم جديدة
لصعود ألف شجرة
حتى شاطئ الشمس.


■ ■ ■


تلاعُبٌ بالإيقاع

القصيدةُ الـ كبُركان
ألمع وأبهى،

لكن القصيدة الـ كجدوَل،
ولو بهتت،
أبقى،
وأضمَن.

فهي
لا تتعجّل انطفاءً
ولا تشعلُ مصائب.

القصيدة الـ كجدوَل
تسقي عشبة نحيلة،
ونحلة؛

والقصيدة الـ كبُركان
تحرق غابة،
وقرية.

لا جدل
على جمال اللهب،
بل على الأثَر:
جذوعٌ ذبيحة،
ورائحةُ فجيعة.


* شاعر وروائي فلسطيني مقيم في حيفا

المساهمون