يوم المدربين.. بين الفرصة الأخيرة والامتحان الحقيقي

09 يناير 2016
مواجهات مهمة للمدربين (العربي الجديد)
+ الخط -

الوضع في ميلان ليس على ما يُرام والخسارة في المباراة الأخيرة عقدت الأمور. أخبار العاصمة روما لا تسرُ أبداً بسبب النتائج السلبية. ميهايلوفيتش وغارسيا يقفان حالياً بين الهاوية وطريق النجاة، يعيشُ هذان المدربان الحالة نفسها قبل المواجهة المرتقبة بين رجال العاصمة وأبطال مدينة ميلانو، الحالة يمكن تفسيرها بعبارتين فقط: "الخسارة تعني الإقصاء".

مواجهة الخطر
إن كان ميلان سيلعب المباراة تحت ضغط الجمهور الذي يطالب بتحسين النتائج والتقدم في سلّم الترتيب واستعادة أمجاد الفريق الكروية، فإن جمهور روما لا يعرف سوى طريق الفوز خصوصاً بعد سلسلة النتائج السلبية التي تعرض لها نادي "الذئاب". مواجهة اليوم لها طابع خاص لأن مدربي الفريقين يعيشان أوقاتاً صعبة للغاية وتحت ضغط كبير لأنهما مطالبان بالفوز ولا شيء سواه.

تاريخ مواجهات الفريقين في آخر عشر سنوات يقف إلى جانب مدرب روما رودي غارسيا، ففي 20 مباراة نجح روما في الفوز بثماني مباريات وتعادل في مثلها، لكن ميلان فاز في أربع مباريات من أصل عشرين، وهذه أرقام لا تليق بنادٍ عريق مثل "الروسونيري"، ولذلك سيكون الضغط الأكبر على ميهايلوفيتش، وخاصة أن بعض التقارير قد أشارت إلى وجود فرصتين فقط أمام هذا المدرب ليصبح رابع مدرب يُقال خلال سنتين فقط.

في المقابل، يردد لسان غارسيا "حالك يا ميهايلوفيتش ليس أفضل من حالي"، فالمدرب الفرنسي يعيش أوقاتاً أكثر من صعبة، خصوصاً بعد الخسارة من برشلونة (6 – 1) والتعادل الأخير مع كييفو فيرونا المتواضع (3 – 3).

ميلان في هذا الموسم مقتنع بعدم استعمال خط الهجوم لاختراق دفاع الخصم من الوسط، لأنه يعتمد كثيراً على الأجنحة بنسبة 39% للجهة اليُمنى و35% للجهة اليُسرى، ولماذا هذا الاعتماد والفريق لا يملك لاعبين طوال القامة لاستغلال الكرات العرضية؟

حتى أن "الروسونيري" يحصر الكرة كثيراً في وسط الملعب ولا يعرف كيفية تنويع الهجمات، إذ إن نسبة تواجده في خط الوسط وصلت إلى حوالي 46%، وكأن ميهايلوفيتش يريد البناء من وسط الملعب والوصول إلى منطقة الجزاء، لكنه أغفل أن الحفاظ على الكرة في وسط الملعب قد يجعل أي فريق يلعب على المرتدات السريعة، لأنه قادر على خط الكرة من وسط الملعب وكسر هيبة الدفاع "الميلاني" سريعاً بسبب تقدم المدافعين.

من جانب روما فسلاحه الفعال حتى الآن هو التسديد من على حدود منطقة جزاء الخصم، إذ سدد روما حتى الآن من هذا المكان حوالي 55% من جميع تسديداته، فربما يكون هذا سلاحاً فتاكاً أمام ميلان، خصوصاً في المرتدات السريعة، لأن دفاع "الروسونيري" يتقدم كثيراً.

مباراة صعبة دون شك للمدربين لأن هاجس الإقصاء سيكون حاضراً على أرض الملعب، وسيلاحق شبح الإقالة غارسيا وميهايلوفيتش طوال 90 دقيقة.

يوم الامتحان
في عالم كرة القدم لا يُمكن الحُكم على أي مدرب من المباراة الأولى التي يقود فيها فريقه، لكن في "السانتياغو برنابيو" زيدان سيعيش ليلة صعبة بعنوان "يوم الامتحان يُكرم المرء أو يُهان"، سيعيش النجم الفرنسي مدرب "الملكي" الجديد تحت ضغط جماهيري كبير، لأن هذا الجمهور الذي طالب بإقالة بينيتيز كان أول من شجع على التعاقد مع زيدان لقيادة الفريق الأول.

في الحصص التدريبية الأولى بدا واضحاً للجميع أن زيدان يُكثف جهوده على تدعيم خط الوسط وسرعة استعمال الكرة على أرض الملعب، "تيكي تاكا"؟ ليس بالضرورة أن تُشبه "التيكي تاكا" الشهيرة، لكن ربما جُل ما يحتاج إليه ريال مدريد حالياً هو عودة اللعب الجميل والأنيق وتسريع إيقاع اللعب.

وفي أول مؤتمر صحافي لزيدان كمدرب لريال مدريد أعلن أن خط الهجوم سيتألق من الـ"BBC" وليس هناك خلاف على ذلك، فرونالدو وبيل وبنزيما هم القادرون على قلب المعادلة وإعادة النادي "الملكي" إلى السكة الصحيحة من جديد بعد رحيل بينيتز الذي دمر الكثير مما بناه كارلو أنشيلوتي. وفي أول اختبار لزيدان مع ريال مدريد، لا يمكن أن يطلب منه الجمهور أن يقدم عرضاً مثالياً، لكن على الجميع أن يلاحظ تغييراً طفيفاً ولو حتى على صعيد الروح التي فقدها لاعبو النادي "الملكي" مع بينيتيز، الأمر الذي أثر سلباً على النتائج والأداء.

ربما يكون اختيار زيدان في مكانه لأن النجم الفرنسي كان مساعدا لأنشيلوتي الذي حقق العاشرة الأوروبية للنادي "الملكي"، وتكتيك أنشيلوتي الفني قد يُجسده زيدان من جديد في ريال مدريد، لأنه عاش مع أنشيلوتي خطوة وراء خطوة. ومن ينسى كيف كان كروس يتحرك مع مودريتش في خط الوسط، وسرعة استرجاع الكرة في خط الوسط وتمويل المهاجمين لصناعة الخطورة، هذا عدا عن خلق المساحات الشاسعة على أرض الملعب والهجمات المرتدة التي صنعت فريقاً مرعباً في العام 2014، فهل يُعيد زيدان نسخ هذا التكتيك ويعود "الملكي" من جديد؟ 

المساهمون