ليست كل الأيام سواء، فبعض الأيام يحتفظ بقيمة ورمزية حفرت لها موضعاً عميقاً في وجدان التاريخ.. من هذه الأيام "يوم الأرض" الذي يعتبر يوماً محورياً في معركة الأرض والإنسان في فلسطين المحتلة.
في مثل هذا اليوم 30 مارس/آذار من عام 1976، وبعد قرابة الـ 28 عاماً من فرض الاحتلال هيمنته بقوة الدم والسلاح على أرض فلسطين عام 1948، انتظم الفلسطينيون للمرة الأولى في حركة رفض وطنية شعبية واحدة، ضد سياسات الكيان المحتل الذي راح يصادر أراضيهم في الجليل والمثلث.
ويخلّد الفلسطينيون ذكرى هذا اليوم الذي توحدوا فيه من الجليل إلى النقب، ومن الضفة إلى غزة إلى مخيمات الشتات واللجوء، وأعلنوا إضراباً شاملاً ضد سياسات المحتل. شاركت فيه كل فئات المجتمع الفلسطيني، رغم تهديد وإرهاب قوات الاحتلال.
وتأتي هذه الذكرى اليوم، والفلسطينيون أحوج ما يكونون إلى الوحدة والتجمع لاستكمال نضالهم من أجل استعادة أرضهم المسلوبة، في ظل ظروف داخلية وخارجية صعبة، إذ ما زالت الفرقة تنهش في الجسد الفلسطيني الذي تفرق أبناؤه على أرضهم. في حين تستمر مخططات الاحتلال الاستيطانية لتغيير هوية وديموغرافية الأرض الفلسطينية.