عندما أُطلق مشروع "العربي الجديد" قبل سنتين، لم تجد أسرة تحريره أفضل من الذكرى الثامنة والثلاثين لـ"يوم الأرض" الفلسطيني موعداً لإطلاقه، ليس فقط لأن قضية فلسطين عنصر مؤسس فيه، بل لأن سؤال فلسطين ومركزيته هو محكّ أي مشروع إعلامي عربي معاصر يحمل همّ التحرر.
وكذلك الأمر مع هذا الملحق، الذي صدر عدده الأول بتزامن مقصود مع عشية الذكرى التاسعة والثلاثين ليوم الأرض، العام الماضي.
وها هي الذكرى ترجع، ونعود معها بعدد يستعيد هذا اليوم، أحداثه ومعناه، في سبيل بحث راهننا، في هذه اللحظة القاتمة من زمن القضية الفلسطينية. ولا يخفى عليكم أن يوم الأرض ممتد ومستمرّ، والأرجح أنه لن يصبح ماضياً إلا مع تحرير الأرض والإنسان.
انطلق هذا الملحق بطموح كبير، في سدّ بعض النقص في الكتابة النوعية لفلسطين وعنها، توثيقاً واستقصاء وتفكيراً وجدلاً، وإنتاج مادة صحافية سجالية مستندة إلى الذاكرة النضالية، "تأخذ من الفكر خلاصاته وهجسه بالممكنات وتجعل من الواقع رافداً عضوياً للأفكار" - كما كتبنا وقتها. وكان الأمل أن يكون هذا المنبر إحدى مساحات جمع شمل العائلة الفلسطينية، ومنصة فكرية لحركة وطنية فلسطينية جريئة في مواجهة الاستحقاقات.
ولسنا متأكدين إن كان في بعض الاعتراف نكوص عن الطموح أم أن الاعتراف هو تأكيد جديد لهذا الطموح. فمن خلال سنة من سبر ساحة الكتابة في القضية الفلسطينية، لمسنا انخفاضاً في منسوب البحث والفكر السياسيين في الساحة الفلسطينية، وكأن تعطل الحياة السياسية الفلسطينية عطل أيضاً عجلة التفكير السياسي. وبدا كأنّ مركبة الأفكار لا تراوح إلا مكانها.
لكن حيوية الشعب الفلسطيني وإرادة المقاومة التي لا تلين، هي مما نستلهم منه في الطريق إلى يوم حصاد التضحيات؛ يوم حرية الأرض.
العدد بنسخته الورقية
اقرأ أيضاً: أشكال المقاومة: جدلية التنافر والتكامل